الأسواق على أعصابها.. كم نقطة سيرفعها «الفيدرالي» الأمريكي لأسعار الفائدة في يوليو الجاري؟

كتبت: أمل سعداوي

اتفق خبراء الاقتصاد وأسواق المال، على قيام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل المقرر انعقاده نهاية الشهر الجاري، من أجل كبح معدلات التضخم التي ارتفعت لمستويات قياسية هي الأعلى منذ 41 عامًا لتسجل 9.1% في يونيو الماضي على أساس سنوي، مقابل 8.6% في مايو الماضي.

ولكن اختلف الخبراء في حديثهم لـ «عالم البيزنس»، حول النسبة التي سيقوم البنك برفعها، حيث رأى البعض أنه سيقوم برفع 75 نقطة أساس فقط، بينما يرى الآخر أنه سيرفع بمقدار 100 نقطة أساس.

خطة الرفع

من جانبه، توقع الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة ما بين 50 إلى 100 نقطة أساس.

أضاف «جاب الله»، أن تلك النسبة قد تم الإعلان عنها في وقتًا سابق، وأن البنك لديه خطة للرفع التدريجي لأسعار الفائدة. مُضيفًا:« لا أتوقع أن يكون رفع سعر الفائدة في السوق الأمريكية أي آثر في خفض معدلات التضخم الأمريكي».

أوضح الخبير الاقتصادي، أنه رغم قيام الفيدرالي برفع أسعار الفائدة لعدد اجتماعات متتالية إلا أن معدلات التضخم ترتفع.

أكد «جاب الله»، أنه لا بد من انخفاض أسعار الوقود في الولايات المتحدة من أجل تراجع معدلات التضخم، وهو الأمر الذي تعمل عليه أمريكا في الوقت الحالي باجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع السعودية.

أكد الخبير الاقتصادي، أن الفيدرالي الأمريكي يعلم جيدًا أن رفع أسعار الفائدة لن يحد من التضخم، ولكنه يؤثر في الخارج ويرفع التضخم في دول آخرى، ما يجعل حالة التضخم ظاهرة عالمية عامة وليست خاصة.

تضخم ركودي

بينما توقعت حنان رمسيس، خبير أسواق المال، أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بنحو 75نقطة أساس، وليس 100 نقطة كما يُعتقد بسبب المخاوف من دخول اقتصاديات العالم في تضخم ركودي يؤثر بالسلب على معدلات نمو الدول المتقدمة والتي بالفعل دخلت في مرحلة ركود اقتصادي مبدئي بسبب الحرب الروسية الاوكرانية.

أضافت «رمسيس»، أن أسعار التضخم وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، ما سيجعل أمريكا تحاول التخفيف من الإجراءات المالية التشديدة لأن كان الهدف منها هو حماية عملتها، ولكن على الأجل الطويل التضخم سيخفض ويؤثر بالسلب على قوة الدولار والذي ذادت قوتة أمام اليورو، ليس بسبب قوة الاقتصاد الأمريكي بل بسبب ضعف اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي والتي تعاني من ارتفاع قياسي في أسعار الطاقة بسبب العجز نتيجة الحظر على الطاقة الروسية ضمن العقوبات المفروضة على موسكو.

أمر مبالغ فيه

واتفق أحمد معطي، الخبير الاقتصادي مع «رمسيس»، بأن أسعار الفائدة لن ترتفع إلى الحد الذي يُعتقد. متوقعًا أن ترتفع بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 75 نقطة أساس وليس 100 نقطة، مستشهدًا في حديثه، بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي أكد فيها أن معدل التضخم لشهر يونيو والذي بلغ 9.1%، هو أمر مبالغ فيه، نظرًا لتراجع بعض الأسعار في أمريكا.

استمرار التراجع

من جانبه، قال مينا رفيق، خبير أسواق المال، إنه مع تسارع معدلات التضخم في العالم بوتيرة سريعة مع استمرار تراجع سلاسل الإمدادات، قد يلجأ الفيدرالي في اجتماع يوليو الجاري إلى تسريع عملية رفع معدلات الفائدة لكبح جماح التضخم.

‏ ‏أضاف «رفيق»، أنه رغم المخاوف من شبح الركود إلا أنه من المتوقع أيضًا أن يتم رفع معدلات الفائدة بأكثر من التوقعات السابقة البالغة 75 نقطة أساس لتصل إلى 100 نقطة أساس و قد يتمهل الفيدرالي لاحقًا في رفع معدلات الفائده ليراقب أثر عمليات الرفع المتتالية على حجم الطلب.

إقرأ أيضًا.. ارتفاع التضخم في امريكا إلى أعلى مستويات منذ 41 عامًا