ملفات وتقارير

بعد تقديم طلب الانضمام «للناتو».. هل ستشهد فلندا والسويد مصير أوكرانيا؟.. خبير يُجيب

كتبت: أمل سعداوي

لم تعد الأزمة الروسية الأوكرانية هي المتصدر مانشيتات الصحف العالمية فقط، بل حصل انضمام كل من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، على حصة من «كعكة» المشهد العالمي.

و تقدمت كل من فنلندا والسويد بطلب رسمي الأربعاء الماضي إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، كخطوة لزيادة التعزيزات الأمنية في الجزء الشمالي الشرقي لأوروبا، خاصة بعد التهديدات الأخيرة من قبل روسيا.

الأمر الذي رحب به الحلف، حيث أعرب الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، عن سعادته بتلك الخطوة، قائلًا:«إن الطلبين اللذين قدمتاهما هما خطوة تاريخية. سينظر أعضاء الحلف الآن في المراحل المقبلة ضمن مساريكما للانضمام إلى الناتو».

ومع أن الحلف أعرب عن سعادته، إلى أن أحد أعضائها أبدا عن اعتراضه، حيث أعلنت تركيا عن اعتراضها انضمام فلندا والسويد إلى الحلف، نظرًا لأنهم يضمون في بلادهم جماعات إرهابية، حسب تعبيرها.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان:«نحن من بين الدول التي تقدم أكبر قدر من الدعم لأنشطة حلف الناتو، لكن هذا لا يعني أننا سنقول (نعم) لكل اقتراح بدون نقاش».

أضاف «اردوغان»:« أن توسع الناتو مهم بالنسبة لنا بقدر ما يحترم القضايا الحساسة لدينا».

أما فيما يتعلق برد موسكو على تلك الخطوة، قال الرئيس الروسي، فلادمير بوتن:«ليست لديها مشاكل مع فنلندا والسويد، لكن توسع البنية التحتية لحلف الناتو سيتطلب منا ردا، وسنرى ما هي التهديدات التي ستتشكل بسبب ذلك».

السؤال الأهم هنا، هل ستكون خطوة انضمام فلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي نقطة جديدة لبداية حرب؟.

تغير الموقف

رئيس تركيا
الرئيس التركي – رجب طيب أردوغان

وفي هذا الصدد قال الدكتور عاطف عبد الجواد، باحث في العلوم السياسية جامعة جورج واشنطن والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الأمريكي، إن تركيا سوف تتخلى في النهاية عن معارضتها، هذا على الأقل ما يقوله الرئيس الأمريكي جو بايدن.

أوضح «عبد الجواد»، في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، أن تركيا تستخدم التلويح في معارضتها كورقة ضغط لضمان وقف الاتصالات والتعاملات بين هاتين الدولتين وبين حزب العمال الكردستاني الذي يُعد منظمة إرهابية من وجهة نظرها و نظر الإتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

أشار «عبد الجواد»، إلى أن المناقشات الجارية الآن بين الولايات المتحدة وتركيا -من جهة اجتماع وزيري خارجية البلدين في الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء- وبين تركيا وكل من فنلندا والسويد، قد تعهد الرئيس بايدن علنًا بأن وشنطن تلتزم بحماية البلدين أثناء استمرار بحث طلب العضوية، وما أن تحصل تركيا على بعض مطالبها بشأن الأكراد حتى يتغير الموقف التركي في النهاية.

خطوة تاريخية

أكد «عبد الجواد»، أن تقديم طلب انضمام فنلندا والسويد إلى حلف «الناتو»، خطوة تاريخية لها مدلولات. الأول هو أن الغزو الروسي لأوكرانيا يأتي بنتائج عكس ما تشتهيه روسيا التي طالبت بوقف توسع الحلف نحو الحدود الروسية.

ففنلندا لها أكثر من 800 ميل من الحدود المشتركة مع روسيا، ما يعني فشل التوجهات الروسية والغزو العسكري، لكن رغم وقوف البلدين ضد الغزو الروسي ورغم انضمامهما للحلف في المستقبل القريب فإنه قد يكون هناك أسلحة نووية داخل أراضيها.

أكد «عبد الجواد»، أن تلك الأسلحة ستكون دفاعية فقط لأن «الناتو» حلف دفاعي.

اعتقد «عبد الجواد»، أنه من المفترض أن تكون موسكو قد أدركت الآن أن غزوها لأوكرانيا هو الذي أدى إلى توسع الحلف.

فتحت جبهتين إضافيتين

هذا بجانب ما نشهده من تعثر العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي مضت ثلاثة أشهر ولم تحقق روسيا بعد أهدافها في أوكرانيا، ما يعني أن روسيا ستكون في موقف عسكري ضعيف إذا فتحت جبهتين إضافيتين مع فنلندا والسويد.

أكد «عبد الجواد»، أن انضمام فنلندا والسويد للحلف سيزيد عضوية وموارد الحلف قوة، وأيضًا سيزداد عدد الأعضاء من 30 إلى 32 وهذا يقترب من سدس عدد دول العالم.

تابع «عبد الجواد»، حديثه، أن تلك الدول التي في الحلف تُعد من أقوى وأغنى دول العالم بصورة عامة. ثانيًا سيؤدي ذلك إلى خريطة جديدة للأمن في أوروبا.

فبعد عقود طويلة من حياد فنلندا والسويد لم يعد في أوروبا سوى بيلاروسيا كدولة يمكن لروسيا التعويل عليها وهي دولة فقيرة نسبيا.

اعتقد «عبد الجواد»، أن أحلام الرئيس بوتين في إحياء الإمبراطورية الروسية السابقة تتحطم الآن أمام حقائق أمنية واقتصادية جديدة في أوروبا. وما قد يكسبه في القرم ودونباس سيقابله خسائر أكبر بفقده حيادية فنلندا والسويد.

إقرأ المزيد.. محافظ بنك إنجلترا: كارثة في أسعار المواد الغذائية بسبب حرب روسيا وأوكرانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى