أسواق المالرئيسى

بعد وقف إمداد الغاز.. من ينتصر روسيا أم أوروبا؟

خبير: الصراع بشأن ملف الطاقة ما هو إلا توزيع و ترحيل لخسائر اقتصادية فادحة

كتبت: أمل سعداوي

في خطوة جديدة لتصاعد الأزمة بين روسيا ودول أوروبا، أعلنت موسكو مؤخراً وقف إمداد الغاز عبر خط «نورد ستريم1 »، لأجل غير مسمى، كردًا على موافقة مجموعة الدول السبع على وضع سقف سعري للنفط الروسي.

فالحرب بين روسيا وأروربا تأخذ كل فترة منحى جديد، حتى أصبح الأمر معقدًا، فكل طرف من أطراف تلك الحرب التي آثرت على أسواق المال العالمي بشكل سلبي وزعزت استقراراها.

تكسير عظام


فقد رأت روسيا أن تلك الخطوة ستكون ورقة ضغط على دول الغرب، لتهدئة الإجراءات التي تتخذها ضدها كردًا على ما تقوم به في أوكرانيا، كما رأت الأخرى أن وضع سقف سعري للنفط الروسي سيكون قرصة أذن لموسكو.

إقرأ أيضًا.. تفاقم الأزمة.. كيف تعاملت روسيا مع تحركات مجموعة السبع للحد من أسعار النفط؟

حرب دائرة من سيفوز؟

الاتحاد الأوروبي

ومع كل تلك الخطوات التصاعدية على الساحة الاقتصادية، توقع مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي، باولو جنتيلوني، أن تحترم روسيا العقود التي أبرمتها. ولكن بعد تلك الأحداث الساخنة أصبح الأمر مشكوكًا فيه.

ليكون السؤال هنا: بعد إلقاء الاتهامات.. من سيفوز في تلك الحرب الساخنة روسيا أم أوروبا؟.
كقصم الظهر

ورغم أن روسيا أرادت أن تكون خطوة وقف الإمداد عبر خط «نرد ستريم1 »، كقصم ظهر لدول أوروبا خاصة مع قرب الشتاء، إلا أن الأخيرة صدمتها بإعلانها أنها تمكنت من تخزين نحو 80% من الغاز عن طريق تنوع مصادر الإمداد، وأنها في طريقها لاستكمال النسبة التي ترغب بها.

توزيع للخسائر الاقتصادية

خبير أسواق مال عالمية
محمد مهدي عبدالنبي – خبير أسواق مال عالمية

وفي هذا الصدد، قال محمد مهدي عبد النبي، خبير أسواق المال العالمية، في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، إن ما يحدث بين مثلث أمريكا روسيا أوروبا بشأن ملف الطاقة ما هو إلا توزيع و ترحيل لخسائر اقتصادية فادحة تطال الجميع تدريجيًا، وخير شاهد على ذلك قراري تحديد سقف لأسعار النفط الروسي من جانب الغرب، و قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا عبر خط «نورد ستريم 1» من جانب موسكو.

السقف الغربي الموهوم


فالقرار الأول بسقف معين لأسعار النفط الروسي جاء كفعل غربي استباقي من مجموعة الدول السبع الصناعية على تباطؤ موسكو في الالتزام بتعاقداتها مع أوروبا في ملف الطاقة، ولكنه فعل سياسي ليس له أي أثر على أرض الواقع، لأن تكلفة إنتاج النفط الروسي بعد الضرائب تصل إلى 55 دولار للبرميل و موسكو تقوم ببيع نفطها بتخفيضات كبيرة للدول الحليفة و المستثناة تصل إلى 30% أقل من أسعار السوق العالمية الجارية، كما أنه ليس هناك آلية واضحة للتسعير و العقوبات في هذا السقف الغربي الموهوم.

أما القرار الثاني بقطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا جاء مبررًا و سريعًا من موسكو عبر شركتها العملاقة «غاز بروم» التي أعلنت نهاية أغسطس الماضي عن أعطال طالت خط «نورد ستريم 1» المسئول عن مد دول الاتحاد الأوروبي بثلث احتياجاتها من صادرات الطاقة الروسية، ليعقب في الثاني من سبتمبر الجاري عن إعمال صيانة بدون سقف زمني لاستئناف إمدادات الطاقة من روسيا للقارة العجوز، مما دفع أغلب الدوائر السياسية و الاقتصادية الأوروبية لتصنيف شركة «غاز بروم» الروسية كمصدر معدوم الثقة على صعيد الطاقة العالمية.

إقرأ أيضًا.. خبير يكشف لـ «عالم البيزنس» أسباب تراجع أسعار النفط.. وتوقعات الفترة المقبلة

قمة الخاسرين

أوضح خبير أسواق المال، أنه بحساب الأرباح و الخسائر في هاذين المشهدين نرى أن أوروبا تتربع على قمة الخاسرين من فقدان أهم موردي الطاقة إليها مع ارتفاع تكاليف البدائل المالية و الزمنية من دول الخليج و الجزائر و أمريكا لامدادها بالطاقة المطلوبة لتأمين احتياجاتها خاصة في فصل الشتاء المقبل.

يلتهم جيوب المستهلكين الأمريكيين

التضخم في أمريكا

أما الروسيا، فتفقد مع الوقت أرباحًا كانت طبيعية بالأسعار العالمية و تكتسب عداوة أغلب الدول الصناعية الغربية حولها مع قطع الطاقة وطول حربها في أوكرانيا التي تستنزف مواردها أيضًا لتظل الولايات المتحدة الأمريكية الأقل خسارة و الأكثر تحقيقا لأهدافها من انخفاض أسعار النفط جراء تلك القرارات السياسية التي تؤثر إيجابًا في تحدي مواجهة التضخم الذي يلتهم جيوب المستهلكين الأمريكيين .

أمواج من التوجهات

الحرب الروسية الطاقة
أزمة الطاقة

واختتم خبير أسواق المال حديثه، أن حركة أسعار الطاقة حول العالم و في القلب منها النفط تخضع لأمواج من التوجهات السياسية و الاقتصادية المتضاربة حسب توازن مصالح الأطراف المؤثرة فيها، و بالتالي توقع ارتفاع أو انخفاض مرهون بتطور المعطيات الجيوساسية الحالية.

إقرأ أيضًا.. دون الـ99 سنتًا.. كيف أثر قرار روسيا بوقف الغاز على سعر اليورو اليوم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى