أسواق المالرئيسىملفات وتقارير

خبراء يكشفون لـ «عالم البيزنس» أسباب أنهيار سوق العملات المشفرة.. والتوقعات خلال الفترة المقبلة

كتبت: أمل سعداوي

  • «معطي»: اتوقع تراجع العملات المشفرة الفترة المقبلة
  • «منصور»: قيام البنوك المركزية بسحب الأموال الرخيصة أحد أسباب انهيار سوق العملات الرقمية

تراجعت العملات المشفرة خلال الفترة الماضية وحتى الآن بشكل كبير، الأمر الذي تسبب في حدوث حالة من الخوف لدى مستثمريها، لتصل عملة البتكوين أكثر العملات رواجًا إلى مستوى 29 ألف دولار، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها يوم 10 نوفمبر الماضي عند مستوى 69 ألف دولار.

أكد خبراء ومحللون لـ «عالم البيزنس»، أن هناك عدة أسباب وراء هذا التراجع ولعل أهمها هو تراجع عملة لونا التي تُعد ضمن أفضل 10 عملات في سوق العملات الرقمية بعد البتكوين، والتي عرفت أيضًا بأنها مستقرة، هذا بخلاف رفع بنك الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة ما تسبب في سحب المستثمرين أموالهم للاستثمار في الفائدة.

انهيار الثقة

أحمد معطي
أحمد معطي، خبير أسواق المال، و المدير التنفيذي لشركة «Vi Markets»

قال أحمد معطي، خبير أسواق المال، إن العملات المشفرة شهدت تراجعًا خلال الفترة الماضية، خاصة في عملة لونا والتي عُرفت دائمًا بأنها من العملات المستقرة. مؤكدًا أن انهيارها أثر على السوق بالكامل لأنه تسبب في حدوث أزمة ثقة.

أكد «معطي»، أن حدوث أزمة ثقة بسوق العملات ليس فقط بسبب انهيار عملة لونا، بل أيضًا بسبب منصات التداول مثل منصة «بينانس» والتي بدأت أن تتخذ مؤخرًا إجراءات غير المتعارف عليها، والتي من بينها منع الروس التداول بها، مع وقف الحسابات التي تتخطى حاجز الـ 10 آلالف يورو.

هذا بجانب، أن حيتان السوق مثل إيلون ماسك ورئيس السلفادور، توقعوا اتجاه العملات إلى مستوى الـ 100 ألف دولار خلال العام ولكن هذا لم يحدث مما أثر على ثقة المستثمرين بهم.

وأكد خبير أسواق المال، أن اتجاه الفيدرالي الأمريكي إلى رفع سعر الفائدة، مع التراجع الذي تشهده العملات جعل المستثمرين يبتعدون عنها و يتجهون إلى سحب أموالهم للاستثمار في الفائدة.

توقع «معطي»، أن تشهد العملات المشفرة خلال الفترة المقبلة المزيد من التراجعات خاصة مع كل مرة يقوم بها البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة. متوقعًا أن يتراوح سعر البتكوين ما بين 20 : 25 ألف دولار.

الأموال الرخيصة

العملات الرقمية أوميكرون
عاصم منصور – خبير أسواق المال

واتفق معه في الرأي عاصم منصور، الخبير الاقتصادي، قائلًا: إن الخسائر التي تعرض لها سوق العملات المشفرة يعود إلى عوامل رئيسية أهمها بدء البنوك المركزية العالمية في سحب “الأموال الرخيصة” من الاقتصاد والتي تم ضخها على مدار العامين الماضيين عبر برامج التيسير الكمي التي تم إطلاقها منذ بداية تفشي جائحة كورونا، بل بدأت تلك البنوك في تشديد السياسة النقدية بشكل سريع لاحتواء معدلات التضخم المتسارعة.

أضاف «عاصم»، أن العملات المشفرة قد استفادت في وقت سابق من تدفق السيولة الرخيصة في الأسواق ومعدلات الفائدة التي كانت تستقر قرابة المستويات الصفرية ولذلك البدء في التخلي عن تلك السياسة أدى إلى هبوط حاد في أغلب العملات.

أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن عامل الإقبال أيضًا عن المخاطرة شهد تراجعًا حادًا بالتزامن مع التصعيد في الأزمة الروسية الأوكرانية خاصة بعد اتجاه السويد وفنلندا إلى الإنضمام إلى حلف الناتو وهو ما تعارضه روسيا بشكل قاطع لأنه يهدد أمنها القومي، ومع ضعف شهية المخاطرة تتراجع أسواق الأسهم والعملات المشفرة.

أوضح «عاصم»، أن الصدمة التي تلقتها الأسواق بعد انهيار قيمة العملة المستقرة أو ما تدعى بالـ «stable coin» وهي «UST» وكان من المفترض أن تلك العملة مدعومة بما يوازيه من نقود حقيقية ولا تتغير قيمتها أمام الدولار، كان له تأثير.

تأثير مفاجئ

ولكن بشكل مفاجئ لم يعد السعر واحدًا وانهارت عملة لونا لتفقد كامل قيمتها، حيث تُعد تلك العملة من ضمن أفضل 10 عملات مشفرة بعد البتكوين التي تتصدر القائمة ولذلك كان هذا مسمار آخر في نعش انهيار سوق العملات المشفرة هذا الشهر.

تقليل الشهية

أكد الخبير الاقتصادي، أن تلك التراجعات الحادة لا تعني نهاية سوق العملات المشفرة ولكنها ستقلل من شهية المستثمرين فيه وبالتالي هدوء المكاسب القوية التي اعتدنا أن نراها خلال الأعوام الماضية.

إنطلاقة جديدة نحو الصعود

أما من الناحية الفنية بالنسبة للبتكوين، كان هناك 4 تراجعات حادة في الأسعار خلال الـ 10 أعوام الماضية وكلها اقتربت من المتوسط المتحرك لـ 200 أسبوع ولذلك فإن حفاظ البتكوين على تداولها أعلى السعر 25 ألف دولار قد يعني انطلاقة جديدة نحو الصعود.

إقرأ المزيد.. «بيتكوين» تقود العملات الرقمية نحو انهيار جماعي بقيمة 3% اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى