رئيسىصحة

طبيب يكشف لـ«عالم البيزنس» تأثير عدوى الجراثيم والكائنات الدقيقة على جسم الإنسان

كتب: حسين علي

تعيش الجراثيم «الميكروبات» في كل مكان حولنا مثل الهواء والطعام والنباتات والحيوانات والمياه، ولا يخلو منها أي سطح تقريبًا، بما في ذلك جسم الإنسان، وتسبب عدوى الجراثيم والكائنات الدقيقة.

تأثير عدوى الجراثيم والكائنات الدقيقة على جسم الإنسان

تؤكد الدراسات والأبحاث الطبية أن معظم تلك الجراثيم ليست ضارة، إذ يحمي الجهاز المناعي جسم الإنسان من العوامل المسببة للعدوى، كما أن بعض الجراثيم خصم صعب للإنسان لأنها تتحور باستمرار لاختراق دفاعات جهازه المناعي.

لذا تواصل «عالم البيزنس» مع الدكتور محمد عمر، أستاذ الباطنة والحالات الحرجة بكلية الطب جامعة المنيا، لنتعرف على أنواع الجراثيم والكائنات الدقيقة وتسلطها على الانسان من خلال العدوى الميكروبية أو الجرثومية وتأثير تلك الكائنات الدقيقة على جسم الإنسان.

ما المقصود بالعدوى

أوضح الدكتور محمد عمر، أن المقصود بالعدوى، انتقال مسببات المرض بانواعها المختلفة من شخص مريض أو حامل للمرض الي شخص سليم لتصيبه بنفس المرض  واحيانا ينتقل المرض من الحيوانات او الطيور او الحشرات او القوارض الي الانسان لتصيبة بنفس المرض  وقد يشترك الانسان مع الحيوانات لتكتمل فيهما دورة حيات المسببات فقد يحمل الانسان الطور النهائي للمرض او قد يحمل الطور الوسيط

طرق العدوى

أشار أستاذ الباطنة بطب المنيا، إلى أنه قد تنتقل مسببات المرض عن طريق الرزاز الخارج من الانف او الفم  مباشرة الي الشخص السليم  او من خلال سقوط الرزاز علي الاسطح او علي الارض لتنتقل بطريق غير مباشر الي الشخص السليم

وقد تنتقل العدوي عن طريق ملوثات الاطعمة والاشربة التي تلوثت بفعل الحشرات الطائرة او الزاحفة   او قد تنتقل عن طريق  الادوات الحادة مثل الابر والمشارط الجراحية  والمناظير والقساطر والجوانتيات  والقطن والشاش الملوث وغيرها  وقد تنتقل بتناول اللحول او الالبان  الملوثة والماخوذم من حيوان مصاب بالمرض وغيرها

المقصود بالكائنات الدقيقة أو الجراثيم أو الكائنات المتطفلة

لفت الدكتور محمد عمر، إلى أن المقصود بالكائنات الدقيقة أو الجراثيم أو الكائنات المتطفلة، هي كائنات غاية في الدقة منها ما يري بالعين المجردة ومنها ملا لا يري الا بالميكروسكوبات الالكترونية او الضوئية   ومنها ما هو وحيد الخلية م ومنها عديد الخلايا ومنها ما يعيش منفردا ومنها ما يتستطيع تكوين العديد من المستعمرات  ومنها ما هو جذء من المادة الوراثية فقط او شريط من الحامض النووي او قد يكون بروتينات دقيقة للغاية تسبب العديد من الامراض العصبية مثل الزهيمر ومرض تاكل الاعصاب

أنواع العدوى التي تحدث للإنسان

أولا:- عدوى البكتريا بانواعها وباشكالها المختلفة

مثل الكروية والعصوية والواوية  والحلزونية منها ما يتسبب في امراض بسيطة سريعة الشفاء   ومنها  ما يظهر بالصورة الحادة القاتلة مثل الالتهاب السحائي او مرض الطاعون او بالصورة المزمنة مثل الدرن  والزهري

ثانيًا: عدوى الفيروسات

وهي عبارة عن شريط من المادة الوراثية سواء من الحامض النووي الريبو نيوكلك اسد  او الدياوكسي ريبو نيوكلك اسيد DNA  or RNA : وهي مغلفة بشريط من البروتين  وهي تهاجم الخلايا البشرية  وتسخرها لمصلحة الفيروس في انتاج فيروسات اخري  بواسطة الخلايا البشرية من امثلة الفيروسات الكبدية السي والبي وغيرها والحصبة والهيربس والسيتو ميجالو فيروس والكورونا فيروس وفيروس نقص المناعة او الايدز

ثالثًا: العدوى الفطرية

يوضح أستاذ الباطنة، أنها مجموعة من الفطريات والخميرة التي تهاجم جسم الانسان في ظروف ضعف المناعة مثل السكر والامراض السرطانية وامراض ضعف المناعة مثل الايدز واللوكيميا  والليمفوما ومن امثلة هذا الفطريات الفطر الاسود والاسبرجلوزز

رابعًا: عدوى الكائنات وحيدة الخلية

والتي تنتقل الي الانسان من خلال الحشرات  مثل الملاريا والليشمانيا والترايبانوسوما والتوكسوبلازما

خامسًا: عدوى الديدان بالشكالها المختلفة

المفلطحة والاسطوانية والشريطية  منها ما يقوم الانسان فيها بدور العائل النهائي مثل الديدان الشريطية والانكلستوما والبلهارسيا  ومنها ما يقوم بدور العائل الوسيط  مثل مرض هيداتد

سادسًا: عدوى البروتينات الدقيقة

او ما يعرف بمرض برايون او مرض جاكوب  وهي عدوب ببروتينات دقيقة تسبب ضمور وتاكل في المخ محدثة مرض الزهيمر وتاكل الاعصاب

مثلث العدوي

علي انه يجب الانتباه الي ان المسئول عن العدوي ليس فقط المسببات وحدها انما يشترك فيها محاور ثلاث  تسمي مثلث العدوى

فإن أضلاع هذا المثلث ثلاث:

الضلع الأول: وهو قدرة المسببات علي إحداث العدوي أو ما يقال عنها ( microbial virulance )

وهذا يعتمد علي نوع المسببات  بأشكالها المختلفة وكمية المسبب الذي تتعرض له فقد يتعرض الإنسان إلي فيروس أو عشرة أو مائة أو مليون ومثلها البكتريا أو الفطريات إلي آخره فهل الناس سواء في نسبة التعرض؟

الضلع الثاني: متعلق بالجسد البشري بما فيه من مناعة ذاتية أو مكتسبة

هذه المناعة التي خلقها ربنا تبارك وتعالي كجيش دفاعي قوي جدا للمقاومة ضد أي عدو خارجي وذلك يتمثل في ملايين بل مليارات الخلايا المناعية من كرات الدم البيضاء المتحوصلة المسؤولة عن إفراز الأجسام المضادة وكذلك الخلايا الليمفاوية المشفرة ووظيفتها التهام الأجسام الغريبة وكذلك الخلايا الملتهمة التي يوجد منها المليارات  والتي تعمل وفق رسل كيميائية غاية في الدقة وكذلك عدد كبير من البروتينات المسئولة عن تفتيت الأجسام الغريبة (complement system ) وكذلك الأعضاء الليمفاوية التي تشكل مخازن لهذا الجيش الجرار من الخلايا المناعية  مثل الطحال والغدد الليمفاوية  ونخاع العظام وكذالك ملايين الخلايا المناعية المتمركزة عند مداخل الجسم مثل الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي والتنفسي والبولي  وغيرها من الجهاز المناعي المتناهي في الدقة.

 وسائل الدفاع الأخري الموجودة بالجسم

والمتمثلة في قدرة جسم الإنسان  والمزود بطبيعته بمقاومة ذاتية تحميه من الهجوم الخارجي مثل سلامة الجلد ومثل وجود الشعيرات والأهداب داخل الجهاز التنفسي ومثل الصمامات عند مدخل المرئ ومدخل المعدة ومخرجها ومثل الدرجة الحمضية العالية داخل المعدة الكفيلة بقتل جميع الميكروبات وكذلك سلامة الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي والبولي والتنفسي وكذلك الجهاز التناسلي عند الرجال والنساء وكذلك وجود البروتينات المناعية علي هذا الغشاء المخاطي IGA ثم وجود الانعكاسات العصبية مثل العطس والسعال لدفع الأجسام الغريبة خارج الجهاز التنفسي وكذلك القئ والإسهال للتخلص من الأجسام الغريبة داخل الجهاز الهضمي وكذلك السخونة التي تحدث عند مهاجمة أي ميكروب لجسم الإنسان مما يساعد في زيادة مقاومة الجسم للمرض وسرعة القضاء علي المسبب وكذلك درجة الحموضة والقلوية التي تختلف من منطقة لأخري فيكون لها دور كبير في الحماية من غزو الميكروبات

هذه القدرة الذاتية التي قد تضعف  بسبب كبر السن أو بسبب الأمراض الحادة أو المزمنة مثل السكر والفشل الكلوي والكبدي وهبوط القلب وتليف الرئتين وغيرها من الأمراض المزمنة أو بسبب التعرض للإشعاع أو المواد المسرطنة أو المبيدات أو بسبب سوء التغذية وغيرها

فهل كل البشر متساوون في قدرة أجسامهم علي مقاومة الأمراض

هل يستوي الطفل مع الشاب مع العجوز

وهل تستوي الحامل مع المرضع مع من بلغت المشيب

هل يستوي السليم مع السقيم والقادر مع العاجز والمدخن مع المدمن بل هل يستوي الفقراء مع المترفين بل هل تستوي دول أوروبا وأمريكا مع العرب والأفارقة و الآسيويين؟

الضلع الثالث: بدور البيئة بما فيها من ملوثات بيئية في نشر الأمراض أو وسائل الحماية منها

فهل يستوي من يعمل في الحقول والمزارع مع من يعمل في المستشفي ومراكز الأبحاث ؟

هل يستوي من يجلس في قاعة مكيفة مثل المديرين مع موظفين الشوارع والميادين؟

هل يستوي المدرس في مدرسته والموظف في إدارته مع عمال النظافة داخل مستشفيات العزل والعنايات المركزة وأماكن التحصين  ؟

ومن هنا يتبين لنا أن العدوي لا تتوقف علي المسبب وحده إنما هناك تفاعل بين هؤلاء الأضلاع الثلاث وعليها تكون النتيجة الحتمية من عدم ظهور المرض أو ظهوره بصورة بسيطة أو عنيفة تؤدي إلي الوفاة.

نصائح طبية

أوضح استاذ الباطنة والحالات الحرجة بطب المنيا، أن هناك أماكن خاصة لابد من مراعاة التعقيم الجيد فيها ضد الميكروبات المعدية مثل غرف العمليات ووحدات العناية المركزة والعناية الحرجة وحضانات الأطفال المبتسرين ووحدات الغسيل الكلوي ووحدات الاستقبال والطوارئ  وأماكن العزل الخاصة بالمرضي الثابت عندهم المرض وصالات تجمع المرضي داخل المستشفيات الحكومية ومعاهد الأورام .

وللحد من انتشار العدوي هناك هيئات مسؤولة تسمي لجان مكافحة العدوي في المنشآت الصحية تعمل وفق بروتوكولات علمية دقيقة وضعت خصيصا من قبل اهل العلم المتخصصين وذلك للحد من انتشار العدوي بفعل هذه الكائنات الدقيقة والجراثيم

اقرأ أيضًا.. للحفاظ علي قدراتك العقلية.. 6 أطعمة غذائية تساعد على ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى