رئيسىملفات وتقارير

كيف تكتوي دول الغرب بالعقوبات التي فرضتها على روسيا؟

كتبت: أمل سعداوي

كيف تكتوي دول الغرب بالعقوبات التي فرضتها على روسيا؟.. سؤال سنعرف الإجابة عليه خلال الشهور أ حتي السنوات القليلة المقبلة، خاصة أن ما يشغل هذة الدول هو شل حركة اقتصاد روسيا، ردًا على ما تقوم به من عمليات عسكرية على جارتها أوكرانيا.

ويكون السؤال الذي ذكرناه سابقًا هو الأهم هنا، فإن كان همها هو شل حركة روسيا الاقتصادية وخاصة صادراتها من النفط، فكيف لم تلاحظ دول أوروبا أنها تعتمد على 40% من صادرات روسيا من النفط؟.

فأسعار النفط ارتفع في تلك الأيام إلى أعلى مستويات لها منذ 2013، لتتخطى حاجز الـ115 دولار للبرميل، وفي أوروبا ارتفع سعر الغاز إلى ألفي دولار وهو رقم تاريخي، ما سيؤثر بالسلب على المواطن والقطاعات الأخرى بها.

وأعلنت أمريكا أنها ستفرج من مخزونها الاستراتيجي من النفط بنحو 63 مليون برميل في محاولة لتهدئة الأوضاع.. فهل سيكون هذا حل لتهدئة الأوضاع والتحكم في الأسعار؟.

الأسوا لم يأتي بعد!

أحمد معطي، الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي لشركة VI Markets في مصر

وفي هذا الصدد أكد أحمد معطي، خبير أسواق المال، أن العقوبات التي تفرضها الدول الأوروبية وأمريكا على روسيا هى عقاب لها أيضًا. مُشيرًا إلى أن تأثيرها قد يكون عليها أسوأ من روسيا.

أضاف «معطي»، في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، أن أسعار البلاديوم التي تستخدم في صناعة السيارات والرقائق الإلكترونية قد ارتفعت بشكل كبير، ما سيؤثر على الصناعة.

أشار خبير أسواق المال، إلى أن تلك العقوبات لن يكون تأثيرها على دول أوروبا وأمريكا وروسيا فقط، بل سيطول دول العالم أجمع.

السيناريو الوحيد

أكد «معطي»، أن هناك سيناريو واحد فقط أمام دول الغرب وأمريكا للتعامل مع تأثير تلك العقوبات عليهم، ألا وهو رفع سعر الفائدة وهذا ما أشار له رئيس البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي.

تسكين الأوضاع

الرئيس الأمريكي جو بايدن

أشار خبير أسواق المال، إلى أن هذا السيناريو لن يكون الحل المناسب، بل سيكون مجرد خيار لتسكين الأوضاع لمدة فقط.

التحولات الجيوسياسية

محمد المهدي
محمد مهدي – خبير أسواق المال

ومن جانبه، قال محمد مهدي عبد النبي، خبير أسواق مال عالمية، إنه لاشك أن خطوة روسيا بغزو أوكرانيا  كانت من أكبر التحولات الجيوسياسية التى تشهدها القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، و لكن معطيات العالم اليوم مختلفة تمامًا عن ما كان قبل 77 عامًا مضت، و هو ما كشفت عنه ردود الأفعال الغربية على الغزو الروسي.

خيارًا عصريًا

أوضح «عبد النبي»، أن العقوبات الغربية على روسيا تبدو في أولها خيارًا ناعمًا واجرائيًا قد لا يتناسب مع حجم الفعل العسكري الروسي، إلا أنه في واقع الأمر خيارًا عصريًا يتسم بالذكاء و الحكمة، و متدرج الحدة و متبادل التأثير على المصالح الروسية و الغربية معًا.

فالعقوبات الحالية تبدو شكلية إلى حد كبير في مواجهة خصم يحتمي بمكانته الإنتاجية في أسواق الطاقة و الغذاء، فروسيا اليوم تنتج عالميًا نحو 10% من القمح و 12% من النفط و 17% من الغاز الطبيعي و 20% من الأسمدة، و هو الأمر الذى استدعى استثناء نحو 7 بنوك روسية كبرى من عقوبات طرد موسكو من نظام سويفت المالى العالمى، و ذلك لحاجة بعض الدول الكبرى لورادات الطاقة الروسية التى تغطى نحو 40% من حاجة القارة الأوروبية لها.

ضجة إعلامية

أزمة أوكرانيا وروسيا
أزمة أوكرانيا وروسيا

تابع خبير أسواق المال العالمية، أن حتى خط غاز نورد ستريم 2 الواصل بين روسيا و ألمانيا و الذى تم تعليق العمل به من قبل الأخيرة عقب بدء الغزو الروسى، لم يكن في الأصل قد دخل الخدمة فعلًا بعد الانتهاء في عملياته الإنشائية نوفمبر 2021 بتكلفة تصل إلى 11 مليار دولار تقع نصفها على عاتق مجموعة من شركات الطاقة الأوروبية الممولة للمشروع و النصف الآخر على شركة غاز بروم الروسية.

هذا بجانب الضجة الإعلامية حول قرارات الحكومات الغربية بفرض عقوبات على أرصدة و ممتلكات كبار الشخصيات الروسية في مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف، دون التحقق من العمل بقانون صدر في موسكو لعام 2013 يحظر على مسئولي الدولة حق امتلاك أصول و فتح حسابات خارج الوطن الأم روسيا.

إلا أن بعض العقوبات الأخرى كانت واقعية و جاءت بأثار سلبية مباشرة و متعددة المدى منها انسحاب بعض الاستثمارات الغربية من روسيا و تراجع التصنيفات الائتمانية للبلاد و هو ما أدى إلى تراجع كبير بنحو 42% لعملة الروبل و تعليق العمل ببورصة موسكو خلال الأسبوع الماضي من قبل المركزى الروسي الذى تدخل بحزمة إنقاذ تقدر بنحو 10 مليار دولار للسيطرة على الأمور.

عزلة عالمية

أزمة أوكرانيا وروسيا
بوتين

وليس ذلك فقط، بل أيضًا حظر الطيران الروسي فوق الأجواء الأوروبية و العكس، و هو ما يزيد أعباء تكاليف النقل على الطرفين و كذلك طرد روسيا من أغلب الفعاليات الرياضية العالمية و إلغاء تراخيص قنواتها الإعلامية العاملة في الغرب و حجب مواقع التواصل الاجتماعي مما يدخل روسيا في عزلة عالمية تضرب مع الوقت نموها الاقتصادي في مقتل، ردًا على غزوها لجارتها أوكرانيا .

الدرس الإيجابي

جو بايدن
جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية

واختتم «عبد النبي»، حديثه أنه في ظل تلك الازمة مع روسيا يبقى الدرس الإيجابي الوحيد للدول الغربية هو ضرورة تنويع بدائل وإرداتها من الطاقة و الحبوب في قلب موجة تضخمية كبرى تشكلت و تستفحل جراء تداعيات وباء لم ينتهى بعد و حرب مستمرة ضاعفت من جراح الاقتصاد العالمي ككل.

إقرأ أيضًا.. كيف أثرت الحرب في أوكرانيا على ثروات أثرياء روسيا؟.. أرقام فلكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى