لم يتمكن من تركه فرافقه في رحلته الأخيرة.. القصة الكاملة لواقعة وفاة شاب حزنًا على شقيقه بالفيوم

كتبت: أمل سعداوي

عاشا وماتا معًا، لم يتمكن من تحمل فقدان أخيه ليلحق به بعد دقائق من لفظ الأنفاس الأخيرة لشقيقه الأكبر، وكأنه كتب عهدًا على نفسه بعدم العيش في تلك الحياة بدون أخيه، ليعيد إلى أذهان الناس مشهد الإخلاص في حب الأخوات بعد أن دخلنا إلى عصر بأت الأخ يقتل أخيه بسبب الميراث.

بداية القصة

البداية كانت عندما تعرض الأخ الأكبر «عبد السميع عبدالمجيد» صاحب الـ35 عامًا، إلى أزمة قلبية نقل على إثرها إلى المستشفى لإجراء عملية عاجلة لتركيب دعامة للقلب، رغم أن الشقيق الأكبر هو من يخضع إلى العملية إلا أن أخيه الأصغر «رمضان عبدالمجيد» صاحب الـ32 عامًا، كان في حالة لا يرثى لها بسبب خوفه على شقيقه، حتى أنه انقطع عن الطعام والشراب، وكان لا يتركه إلا عند النوم فقط.

أكد الأطباء أن حالة الشقيق الأكبر ساءت وأنه قد يفقد حياته في أي لحظة، كانت تلك الكلمات صدمة على «رمضان»، لم يتوقع أن يأتي يومًا ويسمع فيه هذا الكلام.

وعندما دقت عقارب الساعة عند العاشرة مساءًا، خرج الطبيب من غرفة «عبد السميع»، وملامح الحزن تعلو وجهه، ليخبر «رمضان»، أن شقيقه لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.

دقائق مرت على «رمضان»، لم تكن سهلة، فقد وقعت تلك الكلمات عليه كالحجر الواقع على شخص ضعيف البنية، لم يتحمل فراق أخيه ليلحق به على الفور، ويخرج الجثمانان معًا إلى مثواهم الأخير.

لم تكن علاقة «رمضان»، وشقيقه علاقة شقيقين عاديين، بل كانت علاقة من نوع خاص حتى ضرب به المثل في مسقط رأسهم بقرية «الحامولي»، دائرة مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم.

فعندما قرر الشقيق الأكبر مغادرة القرية للنزول إلى القاهرة، قرر الأخ الأصغر مرافقته، حتى يكونان معًا.

أكد أهالي القرية أنه أثناء تشيع جثمان الشقيقان، كان نعش الشقيق الأصغر يجري خلف نعش الشقيق الأكبر، وكأنّه يخشى أن يبتعد عنه. مؤكدين أنه تم دفن الشقيقين في مقبرة واحدة.

حزن لا ينسى

وسرعًا ما انتشرت قصة الشقيقين على مواقع التواصل الاجتماعي لتحظى على تفاعل الكثيرين من رواده، داعين الله عز وجل بأن يغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.

إقرأ أيضًا.. «الوفاء في أبهى صورة».. رجل يرتدي ملابس زوجته بعد وفاتها