رئيسىملفات وتقارير

«معلومات الوزارء»: مواجهة الزيادة السكانية يقع تحديدًا أمام دول العالم

كتبت: أمل سعداوي

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا حول القضية السكانية، مؤكدًا أنها تمثل في الوقت الراهن تحديًا أمام الدول باختلاف أنظمتها المتقدمة منها والنامية، بصورة تفرض ضرورة التصدي لها ومواجهتها.

أشار التقرير، إلى أن القضية السكانية لها آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية تقف عائقًا أمام التنمية، و أن الفهم الجيد للسكان وتغيراتهم دائمًا أمرًا ضروريًا لمعالجة العديد من التحديات الكبرى التي نواجهها اليوم.

أكد المشهد العالمي لإحصاءات النمو السكاني، أنه وفقًا لتقديرات المكتب المرجعي للسكان (Population Reference Bureau) فقد بلغ عدد سكان العالم نحو 7,8 مليارات نسمة في منتصف عام 2021، حيث يتركز نحو 6,6 مليارات نسمة منهم في الدول الأقل دخلًا مقارنة بـ 1,3 مليار نسمة يتركزون في الدول ذات الدخل المرتفع.

أشار التقرير، إلى أنه من المتوقع أن يبلغ عدد ســكان العالم 9,7 مليارات نسمة بحلول منتصف عام 2050، ثم يصل بعد ذلك إلى 11,2 مليار نسمة بحلول عام 2100.

ارتفاع وانخفاض

أوضح التقرير، أنه في عام 2020، بلغ معدل الزيادة الطبيعية على مستوى العالم (1%)، ويتجه المعدل في معظم الدول الأكثر تقدمًا إلى الصفر وأحيانًا يكون بالسالب في دول مثل ألمانيا (- 0,3%) واليابان (- 0,4%)، في حين يرتفع المعدل في الدول الفقيرة مثل النيجر ليصل إلى (3.7%).

نصف سكان العالم

ووفقًا لتقرير صادر عن شعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة في يونيو 2019، فإن تسعة بلدان فقط ستشكل أكثر من نصف النمو المتوقع لسكان العالم، وهذه الدول بترتيب النمو هي: الهند، ثم نيجيريا، وباكستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وجمهورية تنزانيا المتحدة، وإندونيسيا، ومصر، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، متوقع أن تتفوق الهند على الصين، لتصبح أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان في حوالي عام 2027.

وأشار التقرير إلى أنه وفقاً لسيناريو متوسط للتغير السكاني مستقبلاً في العالم اعتمادًا على مستويات خصوبة وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للسكان خلال عام 2006، فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 8 مليارات بحلول عام 2025 وأن يصل إلى 9,2 مليارات بحلول عام 2050، حيث تصل الخصوبة إلى 2,0 طفل لكل امرأة.

كما متوقع أن يستمر النمو السكاني في العالم في البلدان الأقل نموًا، وستستمر آسيا في احتوائها على غالبية شعوب العالم.

كما ستحصل إفريقيا على نصيب أكبر مما لديها في الوقت الحاضر، و أرجعت منظمة الأمم المتحدة السبب في هذا النمو الكبير إلى زيادة عدد الأفراد الذين يبلغون سن الإنجاب، وقد صاحب ذلك تغيرات كبيرة في معدلات الخصوبة، فضًلا عن زيادة التحضر وتسارع الهجرة، وقد تكون لهذه الاتجاهات آثار بعيدة المدى على الأجيال المقبلة.

كما تتوقع الأمم المتحدة أن النمو السكاني يمكن أن ينتهي في الجزء الأخير من هذا القرن، في حالة استخدام وسائل تنظيم الاسرة عالميًا بشكل أساسي.

هذا بجانب التشجيع على عدم إنجاب أكثر من طفلين، وفي ظل هذا السيناريو، فإنه من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 9 مليارات نسمة بحلول نهاية القرن وبمعدل نمو منخفض.

عوامل مؤثرة

أوضح التقرير، ، أن هناك عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على النمو السكاني، والتي منها معدلات الخصوبة، وزيادة التعمر السكاني، والزواج المبكر، والهجرة الدولية.

ووفقًا للبنك الدولي، فإن هناك علاقة بين النمو السكاني والتنمية، حيث أن أساس النمو السكاني المتسارع في الدول النامية بمعدل 2% أو أكثر (يعمل كأداة كابحة للتنمية)، فيرى أنه في ظل ظروف معينة سيكون النمو السكاني مفيدًا، حيث أدت النسبة المعتدلة للنمو السكاني في أوروبا واليابان وأمريكا الشمالية إلى تشجيع الابتكارات وتقليل المخاطرة في الاستثمارات.

كما أن زيادة الإنفاق على التعليم رفعت من قيمة القوى العاملة، ولكن البنك الدولي رأى أن تلك الظروف لا تنطبق حالياً على الدول النامية، وذلك للأسباب التالية:

– النمو السكاني الحالي في الدول النامية يسير بسرعة كبيرة، ففي أوروبا وأمريكا الشمالية لم يتجاوز 1,5% سنويا، أما في الدول النامية حاليا فهو يتراوح بين 2 إلى 4%.

‏- لم يعد ممكنا الآن للهجرة الدولية كبيرة الحجم نحو الأراضي غير المأهولة أن توفر أسواقًا للعمالة الفائضة، وذلك على عكس ما كان عليه الأمر في القرن التاسع عشر في أوروبا.

‏- لا يمكن الدول النامية ذات النمو السكاني السريع توسيع هامش الزراعة ليشمل الأراضي غير المستعملة.

– ‏تناول المركز العائد الديموجرافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث أشار أنه وفقًا لتقرير صادر عن منظمة اليونيسيف (UNICEF) في أغسطس 2019، فمن المتوقع زيادة عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكثر من الضعف خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، وستنتقل نسبة كبيرة وغير مسبوقة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الفترة الأكثر إنتاجية في حياتهم؛ مما يهيئ فرصة تحقيق عائد ديموجرافي ونمو اقتصادي تحفّزه التغيرات الديموجرافية التي تشهدها المنطقة، ومن المتوقع أن تشهد المنطقة أدنى نسبة إعالة فيها خلال الفترة (2018- 2040).

– ‏يشكل الأطفال والشباب (0-24 سنة) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاليا حوالي نصف سكان المنطقة، وهم قادرون على أن يكونوا عناصر تغيير فيها، وقادرون على العمل لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا لهم ولمجتمعاتهم.

آليات مواجهة الزيادة السكانية

أشار التقرير، إلى وجود بعض الآليات مواجهة النمو السكاني وكيفية التعامل معها، مشيراً إلى أن المكتب المرجعي للسكان (Population Reference Bureau) بواشنطن، قد وضع عدد من السياسات الأكثر فعالية في الحد من النمو السكاني، والتي ومنها:

‏- ضرورة التوعية المستمرة لتنظيم الأسرة، من خلال إعداد برامج منظمة لإتاحة معلومات وخدمات تنظيم الأسرة على نطاق واسع، وتكثيف الحملات الإرشادية بمختلف أنواعها وأشكالها الإعلامية والتثقيفية.

‏- اتباع برامج تنظيم الأسرة، حيث تكون برامج تنظيم الأسرة أكثر نجاحًا عندما يدعمها قادة المجتمع، وأولئك الأشخاص الذين لديهم تأثير قوي على عملية صنع القرار.

‏- ضرورة تبني المجتمع لبرنامج طموح لتنظيم الأسرة في إطار برامج التنمية الشاملة، متضمنًا برامج متكاملة تحقق نتائج أكثر إيجابية، سواء بالنسبة لمستويات التنمية أو السيطرة على النمو السكاني.

‏- ضرورة الاستثمار في النساء من خلال توفير التعليم والصحة والخدمات الأخرى؛ مما يساعد على توسيع فرصهن وتقليل اعتمادهن على الأطفال للحصول على المكانة والدعم، أو استخدام الأطفال كمصدر رزق.

‏- ضرورة ربط وسائل تنظيم الأسرة بحملات رعاية صحة الأم، مع التركيز على المحافظات؛ حيث توجد بها معدَّلات استخدام منخفضة لوسائل تنظيم الأسرة.

‏- رفع كفاءة خدمات تنظيم الأسرة المتاحة في العيادات الحكومية والخاصة، وذلك عن طريق التدريب لمقدمي الخدمة، حتى يتسنَّى لهم إعطاء المعلومات والاستشارات السليمة.

‏- ضرورة إعطاء اهتمام مضاعف للريف بوجه عام وريف الوجه القبلي بصورة خاصة، وذلك فيما يتعلق تحديدًا بخدمات الصحة، والصحة الإنجابية، وتنظيم الأسرة.

‏- ضرورة تفعيل قانون السن عند الزواج، وعدم الاعتداد بالزواج غير الموثَّق حال انعقاده، وعقاب كل الأطراف ذات العلاقة بزواج الأطفال، خاصة في الريف.

‏- تطوير السياسات والبرامج التي تسهم في إقناع النساء وأزواجهن بالاكتفاء بإنجاب طفلين بغض النظر عن نوع الطفل، مع التوعية بمزايا إنجاب طفلين فقط، وتعزيز المساواة بين الجنسين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى