رئيسىملفات وتقارير

هل تستغل الصين انشغال دول الغرب بالأزمة الأوكرانية وتحتل تايوان؟.. خبير يُجيب 

على غرار روسيا وأوكرانيا.. الصين تلقي بنيرانها على تايوان والأخيرة في صدمة

كتبت: أمل سعداوي

استغلت الصين انشغال العالم بهجوم القوات الروسية على أوكرانيا في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، الذي اعتبره البعض غزو للثانية، لتلقي بنيرانها على تايوان، وترسل 9 طائرات عسكرية تخترق المجال الجوي للأخيرة، في إشارة لبدء التحضير لحرب جديدة.

في عام 2019، أعلن الرئيس الصيني شى جين بينج، أن إعادة تايوان إلى الصين مرة أخرى أمر لا مفر منه حتى لو اضطر إلى استخدام القوة العسكرية ضد الدول الداعمة لتايوان.

والسؤال الأهم هنا، هل استغلت الصين انشغال دول الغرب في هجوم روسيا على أوكراينا لتقوم باحتلال تايوان؟ وهل ستقوم باستغلال سيطرتها على بحر الصين الجنوبي الذي يعبر من خلاله نحو 35% من تجارة الشحنات البحرية العالمية في حالة وقفت بعض الدول حائلًا أمامها في تنفيذ خطتها؟.

اختيار اللحظة المناسبة

وتعليقًا على الأمر، قال الدكتور عاطف عبد الجواد المحاضر الدولي بجامعة جورج واشنطن والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الأمريكية، إن الصين حاولت الاحتكاك بتايوان عن طريق طلعات جوية حتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب الإنطباع الذي خلفه الإنسحاب الأمريكي السريع والفوضوي من أفغانستان والذي رأت فيه الصين ودول عديدة أخرى مؤشرًا على الضعف الأمريكي.

تايوان علي مائدة الصين

أضاف «عبد الجواد»، في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، أنه لا شك أن الصين تراقب ما يحدث الآن في أوكرانيا وكيفية الرد الأمريكي لكي تتخذ قرارها بشأن غزو تايوان.

أكد «عبد الجواد»، أن بكين تعلم الآن أن الولايات المتحدة مهما بدأ دعمها السياسي والعسكري لتايوان فلن تدفع بقوات أمريكية للقتال مع الأخيرة. مؤكدًا أن ما نراه الآن بالنسبة لنوع الدعم الأمريكي لاوكرانيا خير دليل على ذلك.

أشار «عبد الجواد»، إلى أن الصين أكثر حذرًا من روسيا لن تتعجل في اتخاذ قرارها وسوف تتأنى حتى تحين اللحظة المناسبة كما فعلت في تعاملها مع الاحتجاجات الكبرى التي اجتاحت هونج كونج في العام الماضي.

أوضح «عبد الجواد»، أن الوضع في بحر الصين الجنوبي أكثر تعقيدًا بسبب انخراط عدة دول في المنطقة في منازعة الصين على السيادة فيه، وبسبب ضرورة ضمان حرية الملاحة الدولية فيه.

سياسة النفس الطويل

أكد «عبد الجواد»، أن الصين تدرك تلك التعقيدات، لذلك تلتزم بسياسة النفس الطويل والأمر الواقع تدريجيًا عن طريق بناء جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي وإنشاء قواعد عسكرية صينية على تلك الجزر، وهو ما يذكرنا بسياسة بناء المستوطنات الإسرائيلية للهيمنة على الضفة الغربية عن طريق فرض واقع جديد تدريجيًا وسحب أراض كان يفترض أن يستخدمها الفلسطينيون في إقامة دولة مستقلة.

لفت «عبد الجواد»، إلى أن أمريكا لديها سياسة مزدوجة من شقين حيال تايوان، الأول هو مبدأ الصين واحدة، الثاني هو دعم تايوان ماليًا وعسكريًا وتقديم تدريب عسكري عن طريق حفنة صغيرة من العسكريين الذين يتواجدون على أرض تايوان، والذي يبلغ عددهم إثنى عشر.

مواجهات مباشرة

أوضح «عبد الجواد»، أن الصين تتطالب بسحب هؤلاء الجنود الإثني عشر من تايوان لأنها تعلم أن وجودهم يشكل فخًا للصينيين إذا ما أرادوا غزو تايوان لأن مقتل أي جندي أمريكي قد يجعل الولايات المتحدة في مواجهات مباشرة مع الصين.

أكد «عبد الجواد»، أن الصين تتمتع بعضوية مستديمة في مجلس الأمن الدولي، وإذا استخدم المجلس خطوات لصالح تايوان، فإن الصين سترد باستخدام الفيتو، ولذلك ومن ناحية عملية سيكون للمجلس دور مؤثرًا كما نشهد الآن من محاولات في المجلس لادانة روسيا لهجومها على أوكرانيا.

إقرأ المزيد.. هل تسعى روسيا لتدمير أوكرانيا بشكل كامل عبر عملياتها العسكرية؟.. خبير يُجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى