كتب: حسين علي
كشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها صدر عام 2021 بشأن أثر المواد الكيميائية المعروفة وغير المعروفة على الصحة العامة أن قرابة نصف من فقدوا أرواحهم في عام 2019 بسبب مواد كيميائية معروفة كانوا قد تعرضوا لمادة الرصاص، ويقدر أن العجز والوفاة الناجمين عن التعرض للرصاص تسبب في فقدان 21.7 مليون سنة من سنوات العمر الصحي (المصححة باحتساب مدد العجز) في العالم نتيجة الآثار الطويلة الأجل على الصحة، ومثل ما نسبته 30% من العبء العالمي من الإعاقة الذهنية المجهولة السبب، و4.6% من العبء العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية، و3% من العبء العالمي لمرض الكلى المزمن.
أضرار ومخاطر العناصر الثقيلة على صحة الإنسان
وتعليقًا على أضرار ومخاطر العناصر الثقيلة على صحة الإنسان والكائنات الحية الموجودة على كوكب الأرض، قال الدكتور محمد عمر، استاذ طب الحالات الحرجة بجامعة المنيا، إن ما وصلت إليه الثورة الصناعية في الدول المتقدمة من إنجازات صناعية وعلمية غيرت من مجري الحياة علي سطح كوكب الأرض.
أضاف استاذ طب الحالات الحرجة في حديثه لـ«عالم البيزنس»، أنه لابد من التحذير من تبعات هذه الثورة الصناعية واثارها المدمرة علي كل الكائنات الحية لما احدثته من ملوثات بيئية شديدة الخطورة احداها هي تلوث العناصر الثقيلة heavy metal toxicity.
أوضح الدكتور محمد عمر، أن المعادن الثقيلة هي التى تزيد كثافتها عن كثافة الماء خمس مرات وتتصف هذه المعادن بأنها ثابتة بمعنى أنها لاتستهلك فى جسم الإنسان خلال سلسلة الغذاء.
أشار استاذ الحالات الحرجة، إلى أنه يوجد في الطبيعة 35 عنصر تصنف على انها معادن منها 23 فقط معادن ثقيلة، وقد ظهرت هذة التسمية في ستينيات القرن العشرين وكانت تستخدم للدلالة على عناصر ومركبات تحتوي معادن ذات كثافة عالية او كتلة ذرية عالية ولها تأثيرات ضارة على صحة الانسان والبيئة، وهو ما جعل بعض المختصين الى تغيير هذة التسمية الى المعادن السامة . وقد سميت في البداية بالمعادن الثقيلة كون القسم الاكبر منها له كتلة ذرية او كثافة اعلى من عنصر الكربون فيما تم اضافة بعض المعادن الاخرى الى القائمة لكونها تتشابه في خصائصها مع هذة المعادن، كما أنها موجودة في كلّ مكان، حتّى في الهواء والماء كما توجد بصورة طبيعية في النظام البيئي، ويرجع ازدياد نسبها مؤخراً إلى المصادر الصناعية والنفايات الصناعية السائلة وانتقال أيونات المعادن من التربة إلى البحيرات والأنهار والأمطار الحمضية، والتلوث الحادث من النفايات الصادرة من الوقود بشكل خاص.
مصادر التلوث بالمعادن الثقيلة
لفتت الدكتور محمد عمر، إلى أن التربة الزراعية تعتبر من أهم مصادر تلوث الغذاء بالمعادن الثقيلة والتى تأتى له عن طريق مياه الرى الملوثة أو عن طريق استخدام المبيدات حيث تنتقل هذه المعادن من خلال الجهاز الوعائى للنبات وبالتالى تصبح الخضروات وتسمى عندئذ باسم سموم جهازية
بالإضافة إلى الفاكهة والمحاصيل الحقلية التى تروى بمياه الصرف الزراعى الملوث بالمعادن الثقيلة أهم وأخطرمصدر لدخول المعادن الثقيلة السامة إلى جسم الإنسان
كذلك تراكم المعادن الثقيلة داخل أنسجة الأسماك أدى تلوث البيئة على المستوى العالمي إلى تلوث الأسماك بالمواد الضارة بالصحة (مثل المبيدات ومياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي) حيث أن مدى تلوث الأسماك في مكان ما يعطي دلالة قاطعة على مدى تلوث البيئة.
فيما يستخدم الرصاص في البنزين وحبر الطابعات في بعض الدول التي ما زالت لا تمنع استعماله في هذة التطبيقات، كما يستخدم بكثرة في بطاريات السيارات كما كان يستخدم في انابيب نقل المياه وفي صيد السمك, ويعد الرصاص اكثر المعادن الثقيلة من حيث حالات التسمم يسببها سنويا في العالم سواء للانسان او الحيوانات البرية والبحرية.
مناطق التسمم بالرصاص
نوه استاذ طب الحالات الحرجة، إلى أن التسمم بالرصاص يتركز في العظام والدم والكلى والدماغ والغدة الدرقية ويسبب قصورا في عملها hypothyroidism وكما يؤدي الى التخلف العقلي عند الاطفال critinism، و اذا كانت الجرعات التي تم التعرض لها كبيرة فإنه يؤدي الى تشنجات عصبيةconvulsion قد تنتهي بالموت,
كما يتريب الرصاص بكميات كبيرة داخل نخاع العظام مسببا الأنيميا المزمنة التي تقاوم جميع العقارات من النوع microcytic hypochromic وكذلك التهاب وتحلل في الأعصاب الحركية motor neuropathy
كذلك اثبتت بعض الدراسات وجود ارتفاع شديد في نسبة العناصر الثقيلة وخصوصا الرصاص في المرضي الذين يعانون من ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم والذي يتسبب في تصلي الشرايين ويزيد من نسب الاصابة بالسكتات القلبية والدماغية ووهن العضلات.
نصائح طبية هامة
أكد الدكتور محمد عمر، استاذ طب الحالات الحرجة بجامعة المنيا، على ضرورة الاهتمام بالبيئة وحماتها من التلوث بهذه العنصر الخطير، وذلك من خلال:
الاهتمام بمياه الشرب النقية وخصوصا في أماكن الكوارث والاماكن المندوبة.
التوقف عن صرف مياة المجاري في مصبات مياة الانهار التي تدخل في ري المناطق الزراعية.
التوقف عن صب النفايات النووية ومخالفات المصانع الثقيلة في مياة المحيطات التي تتسبب في تلوث الأسماك البحرية.
الحرص الشديد عند التعامل مع حبر الطباعة وبطاريات السيارات ومواد الدهانات والدوكو.
عمل فحص لأفراد المجتمع للكشف عن مستوي عنصر الرصاص في الأشخاص المشتبه فيهم او المعرضين للإصابة.
الحذر الشديد من استخدام الأطعمة المعلبة لاحتمالية تلوث العبوات بعنصر الرصاص.
