أحلام مصحوبة بالخوف تُطارد المرأة بعد الولادة.. وأطباء يوضحون الأسباب

كتبت: أمل سعداوي

شعور مُختلط يُصيب الأم الذي تضع مولودها حديثًا، خاصة وأن كان أول مولود لها، فتشعر بالسعادة به، مصحوبًا بقلق شديد قد يصل إلى حد الهوس، الأمر الذي يُعد في بعض الآحيان خارج عن إرادتها.

ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل يُصيبها بعض الأضرار النفسية والجسدية، ما بين زيادة الوزن، وتقلب المزاج، وتغيرات في الجسد، وغيرها. فمشاكل الولادة لا تقل صعوبة عن مشاكل الحمل، لذلك من الضروري على الأم ومن حولها الأخذ في الاعتبار تلك المشاكل والعمل حلها.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هو كيفية التخلص من تلك المشاكل، وما الأسباب وراء حدوثها.

 «التوكو فوبيا»

قالت الدكتور إيمان عبد الله، استشاري الصحة النفسية، إن هناك نوع من أنواع الفوبيا يطلق عليها «التوكو فوبيا»، وهى خاصة بتجربة الحمل والولادة والأفكار المشوهة عند النساء.

أضافت «عبد الله»، أن تلك الفوبيا تظهر وقت المراهقة لا تملك الفتاة معلومات كافية عن الحمل والولادة والعلاقة، أو أنها قد تعرضت خلال تلك الفترة للاغتصاب والتحرش، أو شاهدت ولادة سيئة توفى بها أحد أقاربها.

أكدت استشاري الصحة النفسية، أن جميع الفتيات والسيدات تُصيبها مشاعر مُختلطة بسبب الحمل والولادة، ولكن من تُصاب بـ «التوكو فوبيا»، يكون حد للخوف زائدة لديها.

أوضحت «عبد الله»، أنه لا يشترط أن يأتي هذا الخوف للمرأة التي أنجبت للمرة الأولى بل من الممكن أن يأتي لمن مرت بتجربة سيئة من موت الطفل أثناء الولادة إلى التعرض للإجهاض أو لتجربة مرضية شديدة بعد الولادة.

أكدت استشاري الصحة النفسية، أن الخبرات السابقة لها عامل سواء خبرات وقعت عليها أو وقعت على الآخرين، ما جعل لديها فكر متشددة ومتوترة.

لفتت «عبد الله»، إلى أن حوالي 40% من «التوكو فوبيا» تُصيب الحوامل أول مرة. مُضيفة أن المرأة تشعر بتوتر، وقلق، ما يتسبب في حدوث أعراض جسمانية، من آلام شديدة إلى صعوبة في التنفس، والقئ، و صداع مستمر، وارتفاع في درجة حرارة، أرق شديد، وخوف من الجنس الآخر.

أشارت استشاري الصحة النفسية، إلى، أن الأمر قد يتطور إلى الاكتئاب، و قد يصل إلى الانتحار، مؤكدة على ضرورة دعم الاقارب والزوج للمرأة في تلك الحالة، هذا بجانب العلاج عن طريق تعديل من أنماط تفكيرها السلبية، حتى تتمكن من الخروج منها.

طرق لحل مشاكل ما بعد الولادة

وعلى الجانب الآخر، يقدم الدكتور هشام البسطويسى، استشارى النساء والولادة، طرق لحل المشاكل، التى قد تتعرض لها المرأة بعد الولادة، وهي كالتالي:

يجب الحذر من انخفاض مستوى الهرمونات الأنثوية الموجودة فى الجسم «الأستروجين، والبروجيستيرون».

أثناء فترة الحمل يرتفع مستوى «الإندورفينات» وهى عبارة عن مواد طبيعية تعمل على تحسين المزاج أثناء الحمل، و تنخفض مباشرًا بعد الولادة بشكل كبير، ما يؤدي لحدوث الاكتئاب، ويكون الحل في ذلك هو تناول الأطعمة، التى تحتوى محفزات لهرمونات السعادة.

المرأة التى تنجب بشكل طبيعي يمكنها المشي وممارسة الرياضة وذلك بعد أيام من الولادة، أما المرأة التي تتعرض للولادة القيصرية عليها عدم محاولة فعل ذلك قبل 14 يوم، وتكون بأشراف متخصص حتى لا تؤذي نفسها.

وفي الولادة القيصرية يجب عدم اللجوء لارتداء حزام البطن إلا بعد شهر كامل من الولادة لتجنب لا الضغط على الجرح، ويؤذي المرأة أكثر مما يفيدها في ضم عضلات البطن.

القيام بممارسة تمارين البطن بعد الولادة بشكل تدريجي لكي تحصل المرأة على عضلات بطن مشدودة، ولا تترك بطنها مترهلة وذات شكل غير محبب.

تستطيع للمرأة اللجوء إلى عملية تجميل لمنطقة الولادة الطبيعية، في حالة شعرت أنها بحاجة لذلك بسبب صعوبة ممارسة العلاقة الزوجية.

بعد الولادة للمرة الأولى قد تكتشف المرأة أن عملية الختان، التى أجريت لها فى الصغر تسببت لها ببعض المشاكل فى العلاقة الحميمة، وفي تلك الحالة عليها استشارة الطبيب في كيفية تخطى المشكلة سواء عن طريق التجميل أو غيرها من الحلول المتاحة، حسب الحالة.

إقرأ أيضًا: استشاري نفسي يوضح أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.. وسيدات تروين قصصهن