صحةملفات وتقارير

أسباب إفشاء الأطفال لأسرار المنزل وكيفيه علاجها؟ … علماء نفس يجيبون

كتبت: فاطمة عماد

مفهوم «إفشاء أسرار المنزل» والحفاظ عليها يعد من الأمور الصعبة على فهم الطفل، فهو يتحدث بما يراه داخل منزله للغرباء دون وعي منه أو إدراك لسلبية الأمر، مما يفاجأ الوالدين .

وتعليقاً على الأمر فسر عدد من علماء النفس والإجتماع أسباب هذة الظاهرة وطرق معالجته بطريقة لائقة مع الطفل.

قال وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن العائلة دائما تبحث عن من يقوم بنقل الأخبار لأنهم يتبعون مقولة خذوا أخباركم من صغاركم، فأحياناً الطفل يكون مصاب بفقدان الثقة نحو ذاته، لأنه يعاني من أهمال الوالدين له وقسوتهم كما يتعاملون معه بألفاظ سيئة مثل «امشي يا حمار».

أضاف “هندي”، أن الطفل الذى يبوح بأسرار المنزل يشعر بأنه مهمش نتيجة اهتمام عائلته بأخواته الكبار الأذكي والمتفوقين دراسياً ولديهم موهبه، فالطفل يحاول استرجاع ثقته بنفسه بين أخواته فيعمد إلي أفشاء أسرار أهل بيته ويتحدث مع أى شخص أخر.

أفاد استشاري الصحة النفسية، أن الطفل لا يستشعر مدي خطورة ما يقال الذى يعمل على تفرقة الزوج والزوجة ويخسر أباه مكتسبات ويخسر أمه الكثير من علاقتها ويعمد إلى خراب منزلة وتفكك العائلة.

تابع، أن الطفل عندما يشعر بعدم الأنتماء ويتربي على يد جدته أو جده فيصبح مصدر الحب خارج أسرته فالطبع يصرح بأسرار الأسرة ولذلك لانتمائه للبيئة الخارجية، كما أن الطفل يشعر بعدم الآمن النفسي وعدم الأحتواء والخوف لذلك يذهب لآقرب شخص يحتضه ويقول له كل الأسرار.

أوضح «هندي»، أن الطفل المريض بإفشاء الأسرار يعاني من البرمجاتية النفعية وهي أن أى شخص يأتي له حلوي يدلى بالأسرار ومن الممكن أن يعطي أسرار أمه لابيه.

كما أرجع “هندي” أن من ضمن الأسباب لأفشاء الطفل لأسرار العائلة، نتيجة لإصابته بمرض “البارانويا” وحبه للظهور، كما أن الطفل ضعيف الشخصية سهل السيطرة عليه من أجل الحصول على الأسرار منه.

لفت أن علاج الطفل المصاب بسرد الأسرار ليس باستخدام الضرب لأنه يساعد علي تقويم الطفل، فلابد من إستخدام لغة الفهم مع الطفل الموقف ومناقشته ومعرفته للسلبيات والإيجابيات، كما يجب العمل علي تعزيز مفهوم الطفل لذاته ومعرفته لمسئولياته نحو أسرته.

طالب «هندي»، أن لا يقوم الأباء بسرد أسرارهم في المنزل أمام أبنائهم، ولابد من الحفاظ على أسرار المنزل بوسائل الآتصال الأجتماعي، كما أنه لابد من تدريب الطفل على التزام الصمت، وتوجيه الأسئلة لأحد الوالدين وتعزيز الجانب الأخلاقي لديهم.

قال على النبوي، استشاري الطب النفسي والأعصاب بجامعة الأزهر، إن الطفل لا يعرف الفرق بين الحقيقة والخيال، والكذب يبدأ عند الأطفال بتخيلات في ذهنهم وعندما يتحول الأمر إلى كشف أسرار المنزل يصبح نميمة.

أفاد  أن الأمراض النفسية التي تصاب الطفل تكون اضطرابات نفسية واكتئاب وإحباط، كما أنه يخرج عدوانه على الأسرة من خلال سرد الأسرار واستفزازهم وعقابهم.

أوضح «النبوي»، أنه يجب علي الأباء الإستماع لإطفالهن والعمل علي مكافأتهم ببعض من “الحلوي” حتي يشعر الطفل بذاته ولايقوم بفل أي أسلوب غير طبيعي مثل “نشر أسرار أسرته” وغيرها.

استطرد استشاري الطب النفسي، أن الطفل من الممكن أن يذهب للطبيب النفسي ويجلس معه ويحكي كل مشاكله النفسية ليتم علاجها من قبل الطبيب وذلك عن طريق طرح الأسئلة النفسية التي من خلال يتم تقويم الطفل.

فيما أكدت هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها، أن الطفل لا يعرف الفرق بين الأسرار والحديث العادي وبالتالي الخطأ من الكبار لأنهم هم ما يقولون أسرار المنزل أمام الطفل، وهناك أشخاص يستدركون الطفل حتي يبوح بكل أسرار المنزل والطفل ليس على دراية.

أضافت أستاذة علم الاجتماع، أن الأب والأم هم الذين يجب أن يربوا أبنائهم على التربية السليمة بمنعهم الحديث عن أسرار المنزل، كما أن أضرار هذة الأشكالية تؤثر أجتماعياً على حياتهم وحياة الأخرين.

تابعت هالة منصور، أن يعض الأجداد يقومون باستدراك الطفل من أجل معرفهم حياة الأب والأم عن طريق أعطاء الحفيد حلوي للبوح بأسرار المنزل وهذا يعد خطأ، مما يعمل على تشوية العلاقة بين الأطفال والأشخاص الكبار بالمنزل.

كما طالبت أستاذة علم الاجتماع، أن يتم تدريب الاباء والأمهات على كيفية التعامل مع الأطفال قبل الزواج، كما أن الدولة حاليا تقوم بأعداد برنامج “مودة” هو لتدريب المقبلين على الزواج على التربية السليمة للأطفال وحالياً تم تدريب الأكاديمين وسوف لا يتم الزواج بعد ذلك من غير اجتياز برنامج أعداد الأزواج لتربية الأطفال.

إقرأ أيضًا.. أخصائية نفسية تقدم نصائح هامة لأولياء الأمور لتربية الأطفال بشكل سليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى