بالتفاصيل .. التعليم في مصر المشكلة والحل
تشغل قضية التعليم ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع تفكير واهتمام الرأي العام والحكومة معًا، ذلك لأن تلك القضية تحتل مركزًا بارزًا بين مجموعة قضايا اجتماعية كبرى تواجههًا المجتمعات ومن ضمنها مصر منذ فترة طويلة.
وتظل قضية التعليم في مصر مطروحة في كل مراحل التاريخ المصري منذ تأسيس الدولة الحديثة في عصر محمد علي باشا وإلى وقتنًا هذا، لذلك يقدم لك موقع «عالم البيزنس» كل ما تريد معرفته عن قضية التعليم في مصر من حيث المشكلات التي تواجه تطوره وسبل وطرق إصلاحه، كي يواكب التطور والتقدم والركب العالمي.
أهم المشكلات التي تواجه التعليم في مصر
لم تعد قضية التعليم في مصر تتعلق بإنشاء مدارس إضافية جديدة، أو تطوير وإصلاح للمناهج الموجودة حاليًا، إنما يتطلب الأمر تطوير للتعليم بشكل عام وشامل، بحيث يصبح التعليم هدف ووسيلة في نفس الوقت، وتساعد المناهج الجديدة المتطورة على تنمية روح الإنتماء لدى الطلاب عن طريق إرساء قواعد الثقافة المصرية الأصيلة، التي لا تحمل حقد ولا عنف ولا عداء ولا تفرقة لأي مواطن داخل المجتمع، وأن يتم تدريب الطالب على تحمل ومواجهة مسئولياته تجاه المجتمع.
وتشير معظم الأبحاث والدراسات التي اجريت على الواقع التعليمي في مصر والدول العربية إلى حالة السوء الذي يعيشه النظام التعليمي، فعند النظر إلى نظام التعليم من حيث الكفاءة والجودة والتمويل والإدارة نجد أن الصورة التي تظهر أمامنًا تعبر عن المشكلات الحقيقية التي عليها التعليم في مصر، ويمكن إجمال مشاكل التعليم في مصر في النقاط التالية:
-
لا تزال فلسفة التعليم في مصر غير محددة المعالم.
-
قصور تكافؤ الفرص والمساواة في أشكال التعليم وأنواعه وتخصصاته والإنفاق عليه وتمويله.
-
افتقار العملية التعليمية إلى التكيف مع احتياجات المجتمع وسوق العمل.
-
قصور البرامج التعليمية والمناهج الدراسية وانخفاض مستوى إعداد وتأهيل المعلمين.
-
النقص في المباني المدرسية والفصول الدراسية.
-
عدم ملائمة الكثير من المباني الحالية وضعف تجهيزاتها.
-
انخفاض مستوى الأداء في التعليم الأساسي أدى إلى ازدياد أعداد الأميين نتيجة للتسرب.
-
الإفتقار إلى سياسة تعليمية ثابتة.
-
عدم الربط بين التعليم الجامعي وحاجة البحث العلمي.
-
كذلك عدم مواكبة المناهج التعليمية للوتيرة المتسارعة في الوسائل التكنولوجية الحديثة.
-
عدم التفاعل والتطور مع الثورة المعلوماتية والمعرفية الجديدة إلا وفقًا لنظام محدود.
سبل إصلاح المشكلات التعليمية في مصر
يؤكد علماء التربية والمختصون في حقل التربية والتعليم على أن إصلاح السياسة التعليمية يبدأ بالتوجه الواعي إلى وجود مشكلة حقيقية في مجال التعليم، وهذه المشكلة لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، لذلك يحتاج التعليم في مصر إلى إصلاح جذري شامل يتمثل في عمل استراتيجية ثقافية طويلة المدى، والقيام بإعادة النظر في الأهداف والوسائل بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي الرهيب الذي يعيشه العالم، وبما يتناسب مع أهمية الترابط والتوازن بين أجزاء النظام التعليمي المختلفة سواء بين التعليم العام والتعليم الفني، أو بين التعليم العام والتعليم الجامعي، أو بين الدراسات العليا ومراكز البحوث والتدريب.
ويرى علماء التربية أن تطوير وإصلاح نظام التعليم في مصر لابد وأن يتم وفقًا لعملية تعليمية قومية شاملة ترتبط إرتباطًا عضويًا بسياسة البحث العلمي والتطور التكنولوجي والقوى العاملة، ويقوم بتوجيه المناهج التعليمية لخدمة أغراض التنمية والتطوير في البلاد.
لذلك حدد المختصون في تطوير المنظومة التعليمية عدة عناصر يمكن من خلالها إصلاح وتطوير التعليم في مصر والتي من أهمها:-
-
إعادة النظر في الكتب المدرسية في مختلف المراحل التعليمية، وتطويرها بحيث تكون متكاملة ومتلائمة مع البرامج الحديثة ولمستويات الطلاب، واحتياجات المجتمع وان تخلو المناهج من الحشو.
-
إعادة النظر في القوانين واللوائح والتشريعات المتصلة بالتعليم بما يحقق السياسة التعليمية الحديثة.
-
ترسيخ ثقافة وفكر الابتكار في العملية التعليمية.
-
أن لا يكون هدف المدرسة والقائمين على العملية التعليمية أن يحفظ الطالب مجموعة من المعلومات يمتحن فيها، بل يجب أن تتحول المدرسة إلى مكان لتنمية العقول، وتكون أداة لنقل المعرفة وتهيئة الظروف والخبرات للإنسان المصري كي يواجه تحديات العصر، وتحفيز الطلاب على اتباع الاساليب العلمية في التفكير ويعتمد عليها في حل المشكلات التي تواجهه.
-
أن يكون هدف العملية التعليمية ترسيخ القيم والعادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية بين الطلاب، ومنها آداب السلوك وتأصيل روح الديمقراطية داخل الفصول، والتأكيد على قيم الأسرة التي تحترم الكبير وتعطف على الصغير.
-
تطوير نظم التعليم بحيث تسهم في مواجهة ومواكبة التحديات التي تمر بها مصر.
-
وتعليم الطلاب القيم المرتبطة بالعمل وما يرتبط بها من سلوكيات احترام العمل وتقدير الوقت.
-
تجديد الفكر وإعادة صياغة الأهداف في العملية التعليمية، وإحداث تغييرات شاملة في مكونات المنظومة التعليمية بشكل كامل.
-
الاهتمام بتدريس التاريخ المصري في جميع المراحل التعليمية، حتى يتمكن الطالب من الربط بين الماضي والحاضر، ويترسخ داخله حب وعظمة مصر.
-
التركيز على نظام الامتحانات العملية والشفوية، والاهتمام بالنشاط المدرسي الذي يتمثل في أنشطة «التمثيل، والخطابة، والرسم، والألعاب الرياضية، والكشافة، والرحلات وغيرها».
-
تدريس الطلاب مواد تهتم بتنمية الذوق العام والتربية الجمالية منها «الموسيقى، والفنون الزخرفية، والنحت، والرسم، وغيرها».
-
تحديث نظم القبول في مراحل التعليم المختلفة بحيث تعتمد على الميول المتباينة للطلاب، وعلى قدراتهم.
-
واحتياجات التنمية الشاملة في البيئة والمجتمع وليس على مجرد مجموعة الدرجات في الامتحانات.
-
تخليص وتحرير المناهج الدراسية من نمطيتها كي تساهم في تنمية قدرات الطلاب.
-
غرس حب القراءة والإطلاع في نفوس الطلاب حتى يعتادوا على مزاولتها بعد تركهم الدراسة.
-
تشجيع الطلاب على الإبداع والخيال والتساؤل والبحث.
-
وتنمية قدراتهم على الإبتكار والفكر المبدع الخلاق، وتشجيعهم على اكتساب العلم والمعرفة وولوج عصر التكنولوجيا.
-
الحد من ظاهرة ازدحام المدارس عن طريق بناء مدارس جديدة، وتحديد عدد الطلاب في الفصول.
-
التعاون بين الجامعات ووزارة التربية والتعليم والمراكز البحثية في تطوير المناهج ووضع برنامج لاعداد معلمي المرحلة التعليمية الأساسية.
اقرأ أيضًا.. «التربية والتعليم»: انتهاء العام الدراسي الحالي لصفوف النقل بنهاية أبريل الجاري
تعرف على خطوات وشروط الموافقة على إنشاء المعاهد الخاصة .. https://www.alamalbusiness.com/?p=334547