حوادث وقضاياصحةغير مصنفملفات وتقارير

بعد تصريحات طليقة تميم يونس.. طبيب يكشف أضرار «الاغتصاب الزوجي» النفسية على المرأة

كتبت أمل سعداوي

فجرت تصريحات ندى عادل، طليقة المغني تميم يونس، حول تعرضها لما أطلقت عليه «الاغتصاب الزوجي» ، قبل أن تتطلق بعام، موجة غضب شديد بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

«الاغتصاب الزوجي» يفجر موجة غضب على السوشيال ميديا

وأوضحت ندى عادل، أنها لم تعد تستطيع الصمت على هذا الموضوع  أكثر من ذلك لتكسر حاجز الصمت الذي كان بداخلها.

وتكشف عن الجريمة البشعة التي تعرضت لها على يد طليقها على حسب تعبيرها، فلم تتمكن من تمالك دموعها أثناء حديثها، حيث أنها طالبت بوجود قانون يحمي المرأة من تلك الجريمة.

تفاعل متبادل

سرعان ما تفاعل الكثير من السيدات معها، والغريب في الأمر أن بعض من الرجال وقفوا معاها ما أدهش الكثيرون، ورأوا أن ما حدث هو جرمية بحق كل زوجة وليس للرجل الحق في القيام بذلك دون رضاها.

صعوبة إثبات

ورغم صعوبة إثبات تعرضت المرأة للاغتصاب الزوجي إلا أن بعض المختصين في محاكم شئون الأسرة رأوا أن بإمكان الطب الشرعي إثبات تعرضها لتلك الجريمة.

وفقا للإحصائيات التي أجُريت عام 2014 عن العنف ضد المرأة تحت إشراف وزارة الصحة والسكان فإن 267 من السيدات المتزوجات قد تعرضن للعنف الجنسي من قبل أزواجهن.

و30% ممن انفصلوا قد تعرضوا للعنف مرة واحد على الأقل وتلك النسبة مقاربة لما رود في التقرير الصادر من منظمة الصحة العالمية في عام 2013.

والتي أجُريت على عدد دول من بينهم مصر، أن 35% من النساء قد تعرضن العنف الجنسي من قبل أزواجهن.

ولم يتوقف الأمر على تعرض المرأة لأضرار جسدية حادة أو الإنفصال عن الشريك، بل تسبب أيضاً عن أضرار نفسيًا حادة ليس من السهل التخلص منها وهذا ما أكده الدكتور وليد هندي، أستاذ الصحة النفسية.

الأغتصاب الزوجي
الدكتور وليد هندي – استشاري الصحة النفسية

وقال «هندي»، إن الاغتصاب الزوجي هو الجماع الجنسي الذي يحدث دون موافقة أحد الطرفين أو عدم الحصول على الموافقة الكاملة، ويعد ذلك أحد أشكال العنف المنزلي أو الأعتداء الجنسي وهذا يحرمه القانون والمجتمع في البلدان المتقدمة.

أضرار حادة

أكد أستاذ الصحة النفسية، في حديثه لـ«عالم البيزنس»، أن الأثار التي تتعرض لها الزوجة تختلف على حسب عدد مرات تعرضها للأغتصاب الزوجي، حيث يرسخ مشاعر الغضب لديها، ويصبح لديها الرغبة في القئ، وشعور بالضيق والعصبية، واضطرابات في الدورة الشهرية.

 

كما أنها تصاب بالبرود الجنسي، ويولد لديها شعور بالدنس فتعاود الاستحمام أكثر من مرة بعد العلاقة، واضطرابات في الرهبة الجنسية، هذا بجانب زيادة الرغبة في تناول العقاقير المهدئة واتجاها للتدخين، وتعرضها للإكتئاب.

أشار «هندي»، إلى أن الأسباب وراء القيام بهذا الفعل هو عدم وجود الحب المتبادل بين الزوجين، و النفور من الزوج، و الخيانة الزوجية، والتاريخ الاجتماعي السائد عن الزوج.

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة فإن 35% من النساء على مستوى العالم قد تعرضوا للأغتصاب الزوجي، وأن واحدة من بين 10 سيدات قد تعرضوا له.

في حين أن منظمة العفو الدولية، قالت أن امرأة واحدة من بين ثلاث سيدات تعرضوا للاغتصاب الزوجي.

ولفت أستاذ الصحة النفسية، إلى أن 50% من حالات الطلاق في النمسا بسبب الاغتصاب الزوجي، وفي سويسرا لجأت 3000 امرأة العام الماضي لبيوت حماية المرأة بسبب هذا الأمر.

اغتصاب الأزواج

أكد «هندي»، أن الاغتصاب الزوجي ليس قاصراً على السيدات فقط بل هناك بعض الرجال تعرضوا له من قبل زوجاتهم.

اختتم أستاذ الصحة النفسية حديثه، أن الأغتصاب الزوجي هو سبب رئيسي في ارتفاع معدلات الطلاق، وجرائم القتل في بعض الأحيان.

غير مقبول

الأغتصاب الزوجي
رأنيا يحى عضو المجلس القومي للمرأة

وفي سياق متصل، قالت الدكتور رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة، إن الأغتصاب الزوجي هو تصرف غير لائق ولا يوجد فيه أي نوع من الاحترام اتجاه الزوجة.

فهم خاطئ

أضافت «يحيى»، في حديثها لـ «عالم البيزنس»، أن الاغتصاب الزوجي هو نتيجة لعنف يمارس ضد الزوجة، حيث يرى الزوج أنه بتلك الطريقة يحصل على حقه الشرعي، دون الأخذ في الاعتبار ماذا سيحدث للزوجة بعد هذا الفعل البشع، لافتة إلى أن التصرف الذي يقوم به يدل على فهمه الخاطئ للدين.

تابعت:” الأغتصاب الزوجي يعد جريمة بحق الزوجة، حيث يتم تغير شكل العلاقة فتتحول من علاقة طيبة يسودها الحب، إلى علاقة عنيفة”.

آلة متحركة

كما ترى عضو المجلس القومي للمرأة، أن الأسباب وراء ذلك، هو الفهم الخاطئ للدين والشريعة، حيث ينظر الزوج لها على أنها وعاء أو آلة يتحكم بها وقتما شاء، وأيضًا بسبب تأثره بالبيئة المحيطة به التي تتعامل مع المرأة بعنف وعدم احترام، أو يكون الزوج متعاطي «للمخدرات»، أو صاحب فكر متتطرف.

أكدت «يحيى»، أن المجلس يتلقى العديد من الشكاوى ولكن ليس بسبب الاغتصاب الزوجي وإنما بسبب العنف ضد المرأة.

بينما تنصح عضو المجلس القومي للمرأة، بأن يصبح هناك دورات تدريبية للمقبلين على الزواج، لتهيئهم على التعامل مع الشريك بالطريقة الصحيحة وعدم ارتكاب أي أخطاء اتجاه البعض، ولا يتم الزواج إلا بوجود شهادة ثبت حصولهم على تلك الدورات.

مرفوض دينيًا

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن إكراه الزوجة على المعاشرة وإجبارها على ذلك مرفوض دينيًا، لأن المعاشرة لا بد أن تتم بكامل الرضا والتواصل الوجداني.

وتابع:” أما من يأتي ويفترس امرأة بداعي أنها يجب أن تلبي رغبته بناء على أحاديث ضعيفة لأنها زوجته فهذا محرم دينيًا”.

اقرأ أيضًا.. خاص/ أستاذ قانون دستوري يكشف سبب انتشار ظاهرة «الاغتصاب» وسبل مجابهتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى