بدأت علاقتها بالحيوانات المفترسة في سن الـ4.. تعرف على أول عربية تدرب الأسود.
“المرأة الحديدية” هكذا فضل الأمريكيون أن يطلقوا عليها، نظرا للشجاعة التي أظهرتها في ترويض الحيوانات المفترسة، فهي أول سيدة عربية تخوض مجال ترويض الأسود في السيرك.
محاسن الحلو، المولودة في يوم 10 ديسمبر 1933، لم تقتصر شهرتها على مصر والوطن والوطن العربي، بل امتدت شهرتها في العالم كله، ولكن ورغم ما حققته لا تلقى أي اهتمام من الدولة.
المعروف عن عائلة الحلو أنها تسيطر على السيرك، ما دفع بالفتاة الصغيرة – محاسن – أن تخوض المجال وهي في الـ4 من عمرها، وبدأت بالعمل كمساعدة مدرب أسود خارج القفص.
كان معلمها الأول هو حسن الحلو – والدها – والذي كان يمتلك سيرك الحلو في مدينة طنطا بمحافظة الغربية.
قبل ثورة يوليو 1952 كانت العائلة تنال تقدير الدولة وتشجيعها بـ200 جنيه سنويا، كما منح الملك فاروق، والدها رتبة البكوية.
لم يقتصر نشاط عائلة الحلو على السيرك فقط، ولكن انطلقوا منه إلى المراكز والقرى والنجوع والمدارس، والموالد الكبرى، حتى أنهم ذهبوا للسجون.
سارت الطفلة – محاسن – على خطى والدها، الذي لم يكن فقط محترفا في مجال السيرك، بل كان بطلا في المصارعة ورفع الأثقال وألعاب الرونس والميزان الطائر، فقررت الفتاة لعب الأكروبات داخل السيرك، حتى تطورت مهاراتها، وكانت أول سيدة في الوطن العربي تعمل كمروضة للأسود، وذلك في سن الـ19.
تعاملها مع الأسود لم يقتصر على الأسود، بل كانت تنام في وسطهم، وعاشوا داخل شقتها.
حياة محاسن الحلو الشخصية
في عام 1959، طلب وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة، من والدها المساعدة بخبراته في إنشار السيرك القومي، ومقره الحالي بمنطقة العجوزة.
تزوجت محاسن من محمد كوتة، وهو أول من أدخل الملاهي إلى مصر، وأنجبت منال، وتعمل مذيعة في السيرك القومي، ومدحت الذي عمل مدربا للأسود، والآن مقدم فقرة الأسود في السيرك.
حياتها كانت مليئة بالمخاطر حتى أنها تعرضت لهجوم من الأسود، حين كانت داخل القفص، إذ هجم عليها وابنها 15 أسدا، وعن هذه اللحظات تحكي أن الأسد تومي أخطأ أثناء أحد العروض فخاف من مدربه أن يضربه بالسوط، فتوجه إلى النمر وزوجته ونشبت معركة بين الأسود والنمور، وهاجموا خلالها ابنها، وحين حاولت إنقاذه هجم الأسود من الخلف عليها وأسقطوها أرضا، وتدخل حارس القفص أطلق أعيرة خرطوش اتجاه الأسود والنمور، وفي النهاية تم السيطرة عليهم باستخدام السياط
فؤاد المهندس يهرب من محاسن الحلو في الحمام
ومن المواقف الطريفة التي حدثت معها، أن الفنان فؤاد المهندس كان يتناول الغداء في منزلها، ودخل إلى الحمام ليغسل يديه، وسمع بالداخل صوت أسد، وحينها قالت له محاسن: “خد بالك أنا نسيت أقولك إني حطيت الأسود في الحمام النهاردة”.
لم يقتصر عمل محاسن الحلو على السيرك فقط، بل أنها شاركت في 3 أفلام هي: “أشجع رجل في العالم” إنتاج عام 1968، “عليش دخل الجيش”، إنتاج عام 1989، و”ديل السمكة”، إنتاج عام 2003، والأخير ظهرت فيه داخل منزلها مع الأسود، وكانت تبدو عليها معالم الكبر في السن.
توفيت مدربة الأسود العالمية محاسن الحلو في يوم 12 ديسمبر من عام 2006، وكان عمرها وقتها 73 عاما.
