خبير بريطانى يحذر : بنك انجلترا يخاطر بتفاقم الركود إذا لم يتم تخفيض أسعار الفائدة
آندي هالدين : بقاء أسعار الفائدة مرتفعة يمكن أن يسحق الاقتصاد
ترجمة واعداد- ناصر حسين
حذر كبير الاقتصاديين السابق في بنك إنجلترا من أن المركزى البريطانى « Bank of England» يخاطر بتفاقم الركود في بريطانيا ما لم يخفض أسعار الفائدة قريبًا لتخفيف الضغط على الأسر وسط أزمة تكلفة المعيشة .
وقال آندي هالدين، الذي كان من أبرز المدافعين عن رفع أسعار الفائدة قبل مغادرة البنك المركزي في عام 2021، إن هناك خطرًا من أن البنك قد «يسحق الاقتصاد» من خلال إبقاء تكاليف الاقتراض عند أعلى مستوى منذ 16 عامًا.
و أظهرت أرقام رسمية صدرت مؤخرا أن الاقتصاد البريطاني دخل في حالة من الركود في نهاية العام الماضي مع قيام المستهلكين الذين يعانون من ضغوط شديدة بخفض الإنفاق استجابة لارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف المعيشة .
و انخفض الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بنسبة أكبر من المتوقع بنسبة 0.3٪ في الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر بعد انخفاض في جميع قطاعات الاقتصاد الرئيسية والانخفاض الحاد في مبيعات التجزئة في الفترة التي سبقت عيد الميلاد. وجاء ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1% في الربع الثالث. ويعتبر الاقتصاديون ربعين متتاليين من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بمثابة تعريف للركود.
تفاقم الركود
وردا على سؤال عما إذا كان هناك خطر من أن يؤدي البنك إلى تفاقم الركود ما لم يخفض أسعار الفائدة قريبا، قال هالدين لبرنامج بلومبرج للسياسة البريطانية: « هنا يكمن ميزان المخاطر، نعم ».
«بالنسبة لي، فإن ضرورة وضع بعض التأمين المبكر على جانب السياسة النقدية قوي ومتزايد، وأخشى أن نترك هذا التأمين في وقت متأخر قليلاً خلال العام» .
خفض أسعار الفائدة هذا الصيف
وتتوقع الأسواق المالية أن يبدأ البنك في خفض أسعار الفائدة هذا الصيف من المستوى الحالي البالغ 5.25%، مع توقع أول تخفيض في تكاليف الاقتراض اعتبارًا من يونيو . ويتوقع المستثمرون فرصة بنسبة 17% للخفض في مايو، مع احتمالية التخفيض في يونيو بنسبة 50% تقريبًا.
ويأتي ذلك بعد أن استقر التضخم عند 4% في يناير، متحديًا التوقعات بزيادة متواضعة، بعد أن عوض أول انخفاض شهري في أسعار المواد الغذائية منذ عامين ارتفاع تكاليف الطاقة. وبلغ التضخم ذروته عند 11.1% في أكتوبر 2022، وهو أعلى مستوى منذ 41 عامًا.
ومع ذلك، حذر صناع السياسات في البنك من أن المملكة المتحدة تواجه مخاطر تضخمية مستمرة بسبب ضيق سوق العمل وارتفاع الأسعار في قطاع الخدمات في الاقتصاد. ومن المتوقع أن يقدم أندرو بيلي، محافظ البنك، وثلاثة أعضاء آخرين في لجنة السياسة النقدية المعنية بتحديد أسعار الفائدة، أدلة إلى لجنة الخزانة بمجلس العموم يوم الثلاثاء.
دورة رفع أسعار الفائدة
وواجهت شركة Threadneedle Street انتقادات بسبب إحجامها عن بدء دورة رفع أسعار الفائدة حتى ديسمبر 2021، عندما تم تحديد تكاليف الاقتراض عند مستوى قياسي منخفض بلغ 0.1%. وكان هالدين من بين المنتقدين في ذلك الوقت الذين حذروا من ضرورة رفع أسعار الفائدة لمعالجة التضخم المرتفع.
تلاشي الضغوط التضخمية
ومع ذلك، أشار كبير الاقتصاديين السابق في البنك، والذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث الجمعية الملكية للفنون، إلى أنه كان سيدعم تخفيضات أسعار الفائدة اعتبارًا من نهاية العام الماضي مع تلاشي الضغوط التضخمية وتعرض النشاط الاقتصادي لضغوط من ارتفاع الاقتراض. التكاليف.
وقال هالدين: « إن تجاهل التضخم في طريقه إلى الارتفاع، وهو ما حدث، هو شيء آخر تمامًا أن نسحق الاقتصاد في طريقه إلى الانخفاض”. “إن تلك الضربة المزدوجة للمصداقية هي إحدى الضربات التي لو كنت محافظاً لبنك مركزي، في وظيفتي القديمة، كنت سأتطلع إلى تجنبها» .
