رئيسىملفات وتقارير

كيف يخرج بوتن من مأزق العقوبات الأوروبية الأخيرة؟.. خبراء يُجيبون

خبراء: عقوبات دول أوروبا تستهدف إعاقة قدرة الاقتصاد الروسي

كتبت: أمل سعداوي

كيف ستتعامل روسيا مع العقوبات الجديدة التي فرضتها عليها دول أوروبا؟.. سؤال يشغل بال الكثيرين خاصة أصحاب القرارات، فبعد أن قامت دول أوروبا بفرض عقوبات على روسيا والتي منها التشديد على بنكها المركزي، وخروجها من نظام سوفيت- جمعية الإتصالات المالية العالمية بين البنوك-، وليس ذلك فقط بل خروج بريطانيا وإعلانها تصاعد حدة العقوبات على روسيا، لتزاد حدة الحرب، وتأخذ منعطفًا جديدًا.

اتجهت تلك الدول إلى فرض تلك العقوبات بعد تصاعد حدة الحرب الروسية على أوكرانيا، وإعلان بوتن عن استخدام القوة الرادعة في جيشه، الأمر الذي يُشير إلى احتمالية أن يشمل عنصرًا نوويًا في حالة التأهل ما جعل الأزمة تأخذ مسارًا جديدًا.

وأكد خبراء لـ «عالم البيزنس»، أن قيام دول أوروبا بفرض تلك العقوبات بغرض إعاقة قدرة الاقتصاد الروسي على القيام بأعمال خارج حدوده، إذ تعتمد الأخيرة بشكل كبير على نظام سويفت في صادراتها الرئيسية من النفط والغاز في معاملات قيمتها تريليونات الدولارات.

العمود الفقري للتمويل الدولي

هاني أبو الفتوح الخبير المصرفي

أشار هاني ابو الفتوح، الخبير المصرفي، إلى أنه في خضم الأزمة الروسية الأوكرانية لوحت دول أوروبا الشرقية وفرنسا بتطبيق حزمة من العقوبات الاقتصادية التي من شأنها عزل روسيا عن نظام سويفت – شبكة للتحويلات المالية والتسويات التي تربط البنوك حول العالم- والتي تُعد العمود الفقري للتمويل الدولي.

أكد «أبو الفتوح»، أن من شأن تلك العقوبات جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للكيانات الروسية في تنفيذ المعاملات ويمكن أن يعيق قدرة الاقتصاد الروسي على القيام بأعمال خارج حدوده، إذ تعتمد الأخيرة بشكل كبير على نظام سويفت في صادراتها الرئيسية من النفط والغاز في معاملات قيمتها تريليونات الدولارات.

ليست الأولى

أوضح الخبير المصرفي، أن تلك ليست المرة الأولى التي تلوح يها الدول الغربية باستخدام تلك العقوبات ضد روسيا، إذ أنه في عام 2014، تم التلويح بالتهديد بتلك العقوبة بعد غزو شبه جزيرة القرم.

‏لفت «أبو الفتوح»، إلى أن روسيا لديها بنية تحتية مالية خاصة بها، وهي نظام «أس بي أف أس» للتحويلات المصرفية، ونظام «مير» للدفع بالبطاقات المشابة لنظامي «فيزا» و«ماستركارد».

تحديات عديدة

‏وأوضح الخبير المصرفي، أن نظام «أس بي أف أس» هو يقوم بنقل الرسائل والحولات المالية الذي طوره البنك المركزي الروسي في عام 2014 ، عندما هددت حكومة الولايات المتحدة بفصل روسيا عن نظام سويفت. ويضم النظام أعضاء من أكثر من 400 مؤسسة، معظمها من البنوك.

‏أكد «أبو الفتوح»، أن هذا النظام ‏مقارنًا بنظام سويفت، يواجه عددًا من التحديات، لا سيما ارتفاع تكاليف المعاملات، كما أنه يعمل فقط داخل روسيا، رغم وجود خطط لدمج النظام مع نظام المدفوعات الصيني الدولي.

أشار الخبير المصرفي، إلى أنه ‏يمكن القول أن نظام «أس بي أف أس» يُنظر إليه على أنه الملاذ الأخير، وليس كبديل لشبكة سويفت، رغم أن في السنوات الأخيرة انضمت إلى النظام 23 مؤسسة وبنك دولي، بينما أعلنت دول عديدة بينها إيران وتركيا والهند عن رغبتها للانضمام إليه.

قوى كبرى

أزمة أوكرانيا وروسيا

قال محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، إن روسيا ضمن دول العالم الكبرى، وقوة لا يستهان بها، كما أنها من دول المصدرة للنفط وتقوم بإنتاج وتصدير الالومنيوم والبلاد يوم والأسمدة.

كما أنها تملك اكتفاء ذاتي وتصدر الغاز إلى دول الجوار مثل ألمانيا التي تعتمد بشكل كلي على الغاز في التصنيع وتملك من الأسلحة النووية ما يجعلها قوة عظمى مع قوة جيشها حيث يحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

الدب الروسي

أزمة أوكرانيا وروسيا
أزمة أوكرانيا وروسيا

 

أكد «عبد الهادي»، أن دول الغرب تعلم عدم استطاعتها الدخول في حروب مباشرة مع الدب الروسي، بل سوف يكون أقصى ما يفعله هو فرض عقوبات عليها. مؤكدًا أن روسيا قامت بتحصين قوي مسبقًا ضد تلك العقوبات منها أن البنك المركزي الروسي يملك صندوقًا بقيمة 630 مليار دولار.

أوضح خبير أسواق المال، أن خروج روسيا من نظام سويفت هو أقصى عقوبة واشدها على روسيا رغم الاحتياطيات المحتجزة لديها ولكن قد يتعارض ذلك مع مصالح بعض الدول ومنها المانيا وبالتالي قد يقابل بالرفض، مما يجعل سيطرة روسيا على الوضع الراهن متوقف على طول النفس السياسي فيما يملك الصبر .

‏ ‏أكد «عبد الهادي»، أن العالم أصبح يدور حاليًا مثل لعبة الشطرنج ومن يملك الدهاء والصبر في تحريك كافة الخيوط لكي يتم إسقاط الملك.

أضرار جسيمة

أزمة أوكرانيا وروسيا
محمود عطا، مدير الاستثمار بشركة يونيفرسال لتداول الاوراق المالية

من جانبه، أوضح محمود عطا، خبير أسواق المال، أن العقوبات التي تم فرضها من قبل مجموعة الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية والتي تتضمن فرض عقوبات ومنع سفر وتجميدًا لأرصدة المزيد من البنوك ورجال الأعمال الروس ومسئولين كبار في قائمة تضم الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف، سيكون له أضرار جسيمة.

أضاف «عطا»، أن تلك العقوبات المباشرة تأتي على كبار القادة السياسيين في روسيا أيضًا بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات ضخمة على روسيا، بما في ذلك على قطاعات المال والطاقة والنقل، بالإضافة إلى ضوابط التصدير وسياسات التأشيرات.

أشار خبير أسواق المال، إلى أن الولايات المتحدة تستهدف قطع العلاقات مع أكبر 10 مؤسسات مالية في روسيا، مما يقطع فعليًا أي تدفق للأموال بين السوق الأمريكية والمؤسسات التي تمثل ما يقرب من 80% من الأصول في القطاع المصرفي الروسي.

الحل الدبلوماسي

أكد «عطا»، أن المشهد الحالي أخطر من العقوبات الإقتصادية التي فرضها الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ولابد من الحل الدبلوماسي خلال الفترات القادمة حتي لا تتأزم الأمور عسكريًا واقتصاديًا أكثر من ذلك، خاصة وأن العالم يعاني من أزمة إرتفاع معدلات التضخم.

أوضح خبير أسواق المال، أن الجانب الروسي لا يفكر حاليًا في تابعية العقوبات الإقتصادية وتم تليوح مسبقًا أنه في حالة تجميد السويفت سوف يلجأ الجانب الروسي إلى العملات الرقمية وهذا سوف يزيد الأزمة ويجعلها أكثر تعقيدًا ولكن في حالة الجلوس لوضع حل دبلوماسي سوف تنفرج الأزمة اقتصاديًا بشكل كبير.

إقرأ المزيد.. هل تستغل الصين انشغال دول الغرب بالأزمة الأوكرانية وتحتل تايوان؟.. خبير يُجيب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى