رئيسىملفات وتقارير

هل تستعرض روسيا عضلاتها أمام دول الغرب وتستخدم النووي؟

كتبت: أمل سعداوي

مخاوف كثيرة تزداد يومًا بعد يوم، وقلق شهد أعلى منسوب له في التاريخ، مخابئ كثيرة تُبنى، والحديث حول استخدام النووي أصبح هو السائد في الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة بعد إعلان كوريا الشمالية عن بدأها اختبار أكبر نظام صاروخي باليستي عابر للقارات حتى الآن يطلق عليه «هواسونج -17»، في 27 فبراير و5 مارس الجاري، رغم أنهم لم يختبروا قدرتها الكاملة أو مداها. مُشيرة إلى أنها من المحتمل أن تجري إطلاقه كاملاً.

اهتمام كبير بات من جانب القارة العجوز- أوروبا – في بناء المخابئ تحسبًا لأي حرب نووية، خاصة بعد جعل روسيا قواتها، النووية في حالة تأهب قصوى.

فهل ستستعرض روسيا عضلاتها أمام دول الغرب وتستخدم النووي؟ وهل ستكون كوريا الشمالية أحد أزرع روسيا في ذلك؟ وهل سترفع أوكرانيا الراية البيضاء وتعلن الاستسلام؟.

شروط واجبة

الدكتور عاطف عبد الجواد

وتعليقًا على الأمر، قال عاطف عبد الجواد، باحث في العلوم السياسية جامعة جورج واشنطن والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الأمريكي، أن تلك المطالب المعلنة تشمل عدم إنضمام أوكرانيا لحلف «ناتو»، وتقليص حجم التسلح في أوروبا الشرقية إلى ما كان عليه العام 1997 ثم اعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم وعلى منطقة الدونباس.

كلمة السر

أزمة أوكرانيا وروسيا
بوتين

كما تريد موسكو معاهدة رسمية مع حلف «ناتو» بعدم التوسع شرقًا، لكن كلمة السر الحقيقية هي إعادة الإمبراطورية الروسية إلى سابق عهدها عن طريق ممر أرضي أو بري يربط الأراضي الروسية بمنطقة الدونباس ويمتد جنوبًا في أوكرانيا بطول السواحل الأوكرانية المطلة على البحر الاسود وصولًا إلى القرم، بتلك الخريطة تنقطع أوكرانيا عن سواحلها الجنوبية.

أكد «عبد الجواد»، أن كلمة السر لا علاقة لها بتمدد حلف «الناتو» شرقًا لأن لاتفيا واستونيا على الحدود الروسية مباشرة وكلتا الدولتين عضو في حلف «الناتو».

العازل الخغرافي

أوضح «عبد الجواد»، أن النقطة الاخيرة هي أن العازل الجغرافي ليست له قيمة كما تدعي روسيا بسبب التقدم التكنولوجي في الصواريخ العابرة للقارات والصواريخ على الغواصات، دليلًا على ذلك أن الأراضي الأمريكية تكاد تتلاحم مع الساحل الروسي الشرقي، فلا يفصل ولاية ألاسكا الأمريكية عن الساحل الشرقي الروسي إلا خمسة وخمسون ميلًا عبر مضيق بيرينج.

أكد «عبد الجواد»، أن الصاروخ المنطلق من ولاية ألاسكا يمكنه الوصول إلى موسكو خلال دقائق بغض النظر عن العازل الجغرافي.

موضع بحث

أشار «عبد الجواد»، إلى أن أوكرانيا أعلنت أنها لا تعتزم الإنضمام الى حلف «الناتو»، كما أنها على استعداد للحيادية مثل سويسرا وفنلندا وهذا الإعلان موضع بحث في المفاوضات الروسية الأوكرانية الجارية الآن.

حفظ ماء الوجه

رئيس وزراء بريطانيا
رئيس وزراء بريطانيا

كما أن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أعلن أن الحلف لن يقبل أوكرانيا في عضويته، لكن المسألة كما ذكرت من قبل لا ترتبط فقط بعضوية الحلف، إنما تلك الخطوة قد تكون السبيل أمام روسيا لوقف النار بذريعة قبول أوكرانيا المطالب الرسمية المعلنة مع حفظ ماء وجهها إذا تعثر العمل العسكري الروسي في الهيمنة الكاملة على أوكرانيا.

الهزيمة الكاملة

أوضح «عبد الجواد»، ‏أنه مرت ثلاثة أسابيع على الحرب ودخلنا في الأسبوع الرابع ولم تتمكن روسيا رغم تفوقها في العدد والعتاد من إلحاق الهزيمة الكاملة باوكرانيا.

راية الاستسلام

فولوديمير زيلينسكي – رئيس أوكرانيا

أكد أن أوكرانيا لن ترفع راية الاستسلام حتى لو لحقت بها الهزيمة العسكرية، لأنها سوف تواصل المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الروسي. مُضيفًا: «قد شهدنا كيف احتل الاتحاد السوفييتي أفغانستان في الثمانينات ثم ارغمته المقاومة الشعبية على الإنسحاب في النهاية وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن الولايات المتحدة ومعها دول حلف الناتو سوف تستمر في دعم ميليشيات أوكرانية ماليًا وعسكريًا لمقاومة الاحتلال الروسي».

كما أن إحتلال أوكرانيا سوف يزيد من رقعة الارض أمام الجنود الروس علمًا بأن هؤلاء الجنود يعانون من مشكلة الآن في الروح المعنوية والامداد والتموين و عطل مركبات ومعدات تعود إلى العهد السوفييتي مما دفع موسكو إلى تعزيز قواتها بمرتزقة من سوريا ومن شركة واجنر ومناطق أخرى.

أشار «عبد الجواد»، إلى أن كوريا الشمالية ترغب في حماية نفسها والردع وسوف تخشى أن تؤدي اتساع نطاق الحرب بمشاركتها بصواريخ كورية شمالية إلى تعريض أمنها هي للتهديد.

كما أن ولاء كوريا الشمالية هو للصين وليس روسيا بالدرجة الأولى لأن الصين تزود بيونج يانج 80% من احتياجاتها العسكرية والاقتصادية والمعيشية وخاصة وأن زعيم كوريا الشمالية أعترف بشح في امدادات القمح المتوفرة لديه لإطعام شعبة.

حرب عالمية ثالثة

‏أوصخ «عبد الجواد»، أن الصين ستطلب من كوريا الشمالية عدم المشاركة فعليًا في الحرب وهي السياسة التي تتبناها الصين نفسها.

أشار إلى أن خطر توسع الحرب أمر محتمل ولو عن طريق الخطأ مما يهدد بحرب عالمية ثالثة والحرب العالمية الثالثة تنطوي على خطر حرب نووية ولو عن طريق الخطأ أيضًا.

قد تندثر!

‏تابع «عبد الجواد»، أن كل تلك التهديدات المحتملة تدعو إلى القلق وإلى بناء الملاجئ النووية رغم الحقيقة القائلة ان الحرب النووية لا يمكن الانتصار فيها وأن البشرية بأسرها قد تندثر.

اختتم «عبد الجواد»، حديثه، أنه في حالة استخدمت روسيا سلاحها النووي فلن تنجو هي أيضًا من هذا السلاح لسببين.

الأول هو الرد الاوروبي والأمريكي بالمثل سواء باستخدام السلاح النووي التكتيكي أو الاستراتيجي.

والثاني هو أن التحام اليابسة والغلاف الجوي بين روسيا والقارة العجوز يعني أن السلاح النووي الروسي لن يضر أوروبا فقط بل أيضًا روسيا نفسها.

إقرأ المزيد.. روسيا تنفي غلق “ماريوبول” الأوكرانية.. وتؤكد استمرار عمليات الاجلاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى