أسواق المالرئيسىمقالات

أحمد معطي يكتب: «السماء تمطر عملات مشفرة.. احذروا شتاء الكريبتو لن ينتهي سريعاً»

تراجعت القيمة السوقية للعملات الافتراضية يوم 10 نوفمبر 2021 من أعلى مستوياتها 3 تريليون دولار إلى أدنى مستويات عند 1 تريليون دولار، وبالطبع امتدت التراجعات إلى البيتكوين (أول عملة رقمية مشفرة) من 67 ألف دولار إلى 20 ألف دولار، بنسبة هبوط 70% حتى وقت كتابة المقال.

وتسببت تلك التراجعات الشديدة إلى لتحطيم الكثير من آمال المستثمرين في مجال الكريبتو والذين كانوا يينتظرون مستويات 100 ألف دولار للبتكوين هذا العام، كما وعد الكثير من مؤيدين العملات الافتراضية مثل نجيب بوكيلي رئيس السلفادور وغيره.

ولكن السؤال الأبرز الآن هل انتهت التراجعات للعملات المشفرة ووصلت لقاع الأسعار أم مازال هناك المزيد من التراجعات.

أسباب تراجع العملات المشفرة

الرئيس التنفيذي لشركة في أي ماركتس
الدكتور أحمد معطي – خبير أسواق المال

في رأيي أننا الآن سنشهد استمرار لتغير المناخ في مجال الكريبتو مع استمرار لفصل الشتاء والذي يتميز بأمطار شديدة وسريعة في تراجعات العملات المشفرة فأي ارتفاعات في أسعار العملات المشفرة هو بمثابة الدخول في فصل الربيع الذي لن يستمر كثيرًا وسندخل في مرحلة شتاء مرة أخرى للعملات المشفرة لفترة قد تصل لسنوات فقد نرى مستويات 14200 دولار للبتكوين مع تراجع في جميع العملات المشفرة، فنحن في فترة هى الأصعب على مجال الكريبتو وستكون أصعب من تراجعات نهاية عام 2017 عندما تراجع البتكوين من سعر 19700 دولار إلى 3300 دولار وسأسرد على حضراتكم أسباب توقعي في 7 نقاط محددة ثم بالتفصيل:-

  1. اتجاه البنوك المركزية لسياسة التشديد النقدي.
  2. وجود بديل استثماري أكثر أمانًا وهو فوائد البنوك.
  3. تراجع الثقة في المؤثرين وحيتان العملات المشفرة.
  4. أزمة ثقة في مجال الكريبتو بعد انهيار العملة المستقرة تيرا لونا.
  5. اتجاه شركات بورصات العملات المشفرة إلى تسريح الموظفين تحسبًا للدخول في فترة ركود.
  6. تراجع الثقة في شركات إقراض العملات المشفرة بعد تجميد شركة سلزيوس لعمليات السحب.
  7. اتجاه الدول لتقنين مجال الكريبتو وامتثال الشركات لقوانين الدول مما يضغط على فكرة اللامركزية.

نرشح لك: «بيتكوين» تحلق فوق 31 ألف دولار.. أسعار العملات الرقمية اليوم

تراجع الثقة

دعونا الآن نتحدث بالتفاصيل فأول نقطة وهى تشديد السياسة النقدية للبنوك المركزية

من الواضح أن أحد أهم أسباب ارتفاع العملات الافتراضية خاصة في العام 2020 هي اتجاه البنوك الدول في تلك الدول إلى سياسة التيسير النقدي وهى ببساطة زيادة في وتيرة طباعة الأموال والحزم التحفيزية التي انهالت في تلك الفترة على المواطنين في ظل بقائهم في المنزل بسبب جائحة كورونا بالتالي كان سبب رئيسي في رواج مجال الكريبتو لأننا أمام سيناريو وجود أموال جديدة تم طباعتها في ظل توقف الأعمال وفي ظل فائدة بنوك منخفضة صفرية في دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية وبالتالي اتجهت تلك الأموال إلى مجال الكريبتو والأسهم.

ولكن ما يحدث الآن هو العكس بسبب استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية فأرتفع التضخم في العالم بالكامل فأضطرت الدول للاتجاه للسياسة النقدية التشديدية وذلك عبر وقف البرامج التحفزية ووقف طباعة الأموال أو تراجع وتيرتها بالإضافة إلى اتجاه البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة وبالتالي أصبح هناك بديل استثماري أمن للمستثمرين والمواطنين حول العالم خاصة في ظل تراكم الأسباب القادمة في نفس التوقيت وهنا ننتقل لنقطة أخرى وهى تراجع الثقة في المؤثرين وحيتان العملات المشفرة.

نرشح لك: «بيتكوين» تواصل التراجع اليوم.. والقيمة السوقية للعملات الرقمية تهبط إلى 1.22 تريليون دولار

المثل الأعلى

ايلون ماسك يعتبر من أهم المؤثرين في مجال الكريبتو والذي يعتبره الكثير من الشباب والمستثمرين مثلهم الأعلى في الاستثمار وخاصة مجال الكريبتو ففي البداية كان كل تغريدة من ايلون ماسك أو نجيب بوكيلي أو جاك دورسي أو مايكل سايلور كفيلة بتحريك العملات المشفرة على الأقل 10% ارتفاعًا ولكن تراجعت الثقة تدريجيًا مع التخبط الشديد في تغريدات ايلون ماسك والذي كان مؤيد للبتكوين وأكد قبول شركته تسلا لمدفوعات البتكوين مقابل شراء سيارات «تسلا» ثم تراجع عن هذا القرار بحجة أن البتكوين مضر للبيئة والمناخ وأنه سيقبل فقط عملة الدوجي كوين وأطلق على نفسه الأب الروحي لتلك العملة وظهر كثيرًا وهو يدعم تلك العملة ووضع تغريدة مفادها أن عملة الكلب ستكون بديلًا للدولار وأن سعرها سيرتفع إلى 1 دولار.

ولكن ما حدث هو العكس وتراجعت من 8 مايو 2021 من سعر 73 سنت إلى 05. سنت لتفقد 92% من قيمتها في عام ولتحقق خسائر شديدة للمستثمرين وبالتالي أدت إلى حدوث أزمة ثقة في تغريدات ايلون ماسك وغيره من المؤثرين لدرجة أن مع كل تغريدة لايلون ماسك عن العملات الرقمية نرى تراجعًا في أسعارها.

نرشح لك: العملات الرقمية تفقد نحو 0.15% من قيمتها السوقية و«بيتكوين» تواصل خسائرها.. التفاصيل

خيبة أمل

وزادت أزمة الثقة عندما انهارت عملة «يو أس تي» المستقرة المعروف عنها أنها عملات مرتبطة بالدولار الأمريكي تعادل الوحدة من تلك العملات واحد دولار لتفقد أكثر من 99% من قيمتها مما أثر بخيبة أمل على المستثمرين وفقدان استثمارتهم في شتاء العملات الافتراضية كما انخفضت عملة «تيرا لونا» حيث فقدت نحو 90% من قيمتها والتي كانت من ضمن الـ 10 الأوائل في العملات الافتراضية مما زاد من الضغوط البيعية على جميع العملات خوفًا من مزيد من الانهيارت لبقية العملات.

وبالتالي كان ذلك أحد أهم الأسباب اتجاه إدارات الدول للتعليق على هذا الامر وتأكيدهم على أرتفاع المخاطرة بمجال الكريبتو وأن الدول ستأخذ خطوات أسرع لوضع قوانين منظمة لمجال الكريبتو لحماية مواطنيها من مخاطر هذا المجال وهذا ما أكدته جانيت يلين، وزيرة الخزانة الامريكية والتي صرحت بأنها الوضع مع «تيرا يو إس تي» يوضح ببساطة أن هذا منتج سريع النمو وأن هناك مخاطر على الاستقرار المالي ونحن بحاجة إلى إطار عمل مناسب. وبالتالي سيكون من المناسب استهداف إطار فيدرالي متسق بشأن العملات المستقرة بحلول نهاية عام 2022 نظرًا لنمو السوق، ودعت إلى الشراكة بين أعضاء الكونجرس لسن تشريع لمثل هذا الإطار.

نرشح لك: العملات الرقمية تفقد نحو 0.15% من قيمتها السوقية و«بيتكوين» تواصل خسائرها.. التفاصيل

الضغط على شركات الوساطة

جو بايدن
جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية

والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مارس الماضي قام بأصدار قرار لتنظيم مجال الكريبتو بهدف الحد من مخاطر هذا المجال على النظام المالي العالمي خاصة بعد قامت الولايات المتحدة الامريكية بالتوصل بأن روسيا تقوم بالتهرب من العقوبات عن طريق العملات الرقمية وبالتالي أصبحت العملات الرقمية عائق أمام سيادة الولايات المتحدة الامريكية.

و بدأت حتى من قبل ظهور القانون بشكل رسميًا الضغط على كبرى شركات الوساطة في العملات الافتراضية مثل شركة بايينس حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بطلب بيانات العمليات الكبيرة من الجانب الروسي عبر منصة بايننس بالإضافة إلى تجميد حسابات كبرى رجال الأعمال والمسؤولين الروس داخل المنصة والتي رفضت في البداية بايننس هذا الطلب بحجة أن ذلك مخالف لفكرة إنشاء العملات المشفرة وهى (اللامركزية ) والتي تعني أنه لا يوجد جهة يمكنها السيطرة على هذا المجال أو وقف عملياته أو حظر حسابات فالعملات الافتراضية تعتمد على فكرة الحرية المالية واللامركزية وكانت دائما تلك شعارتها والتي من الواضح أنها انهارت ففي النهاية وافقت شركة بايننس على طلب الولايات المتحدة الامريكية.

بالإضافة إلى أنها أرسلت لعملائها بروسيا بوقف أى عمليات فوق 10 آلاف يورو عبر منصتها مما زاد من أزمة الثقة في هذا المجال وقام الكثير من المستثمرين الكبار بسحب أموالهم خوفًا من تجميد حسابتهم.

نرشح لك: هل تنجح محاولات «بيتكوين» لانقاذ العملات الرقمية من صدمة انهيار «تيرا»؟

أمطار العملات المشفرة

وزاد سرعة وتيرة أمطار العملات المشفرة عندما قامت شركة سلزيوس نتورك لاقراض العملات المشفرة في الولايات المتحدة الامريكية في 13 يونيو 2022 بكتابة تغريدة لعملائتها إنها جمّدت عمليات السحب والتحويلات بين الحسابات «لتثبيت السيولة والعمليات»، وأنها تتخذ خطوات للحفاظ على الأصول وحمايتها، ولكن لم تقدم موعد محدد لوقف التجميد، وتسبب هذا الخبر في ضرر المجال بالكامل فأدى لارتفاع حالة الخوف والذعر بين المستثمرين من أن تقوم بقية الشركات بنفس النهج وبالتالي لن يكونوا قادرين على سحب أموالهم، وزاد الاعمر سوءًا عندما أعلنت شركة بايننس وقف سحب عمليات البتكوين عبر منصتها والذي استؤنف بعد ساعات ولكن مع تراكم تلك الاخبار زاد الخوف والقلق بين المستثمرين فأنفجرت عمليات البيع بعد فتح بايننس لعمليات السحب خوفًا من أن يحدث توقف مرة أخرى.

نرشح لك: خبير: زيادة شعبية العملات المشفرة بعد فرض الغرب عقوبات على روسيا

شتاء العملات الافتراضية مستمر!

و في ظل تراكم تلك الأخبار أرى أن شتاء العملات الافتراضية مستمر ومن الممكن أن يستمر لسنوات كما حدث في العام 2017 واستمرت التراجعات لمدة 3 سنوات وبالتالي أرى أن الدخول للشراء في هذا التوقيت هو توقيت شديد المخاطرة خاصة في ظل استمرار موجة التضخم العالمية والتي أدت لاتجاه البنوك المركزية لتشديد السياسة النقدية.

وما يؤكد كلامي أن شتاء تراجعات العملات المشفرة مستمر هو اتجاه الكثير من منصات العملات المشفرة للإعلان عن اضطررها عن تخفيض حجم الموظفين لديها لانهم يتوقعون الدخول في فترة ركود في هذا المجال لا أحد يعلم متى تنتهي فقد أعلنت شركة «كوين بيس غلوبال» -أكبر منصات التداول العالمية في العملات المشفرة- أنها ستسرح 18% من قوتها العاملة أى حوالي 1200 موظف وستبقى على 5 الاف موظف.

‏ كما قامت «منصة جيمني تراست» بالإضافة إلى بنك التمويل اللامركزي «بلوك فاي» إلى نهج نفس الاتجاه بتخفيض حجم الموظفين لديها وبالتالي ذلك يؤكد أن تلك المنصات لديها رؤية مستقبلية بدخول مجال الكريبتو في فترة تراجعات شديدة خلال الفترة القادمة.

نرشح لك: خبير اقتصادي: الاستثمار في العملات الافتراضية «البيتكوين» عالي بالمخاطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى