خبراء اقتصاد يُحللون لـ«عالم البيزنس» اتجاهات البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة الخميس المقبل
كتبت: أمل سعداوي
تباينت آراء خبراء الاقتصاد، حول قرار البنك المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة، في اجتماعه المقرر إنعقاده يوم الخميس المقبل 18 أغسطس الجاري. إذ تزداد ثقل الكفّة التي ترجّح اتجاه «المركزي» لرفع الفائدة، في ظل الضغوط العالمية وزيادة معدلات التضخم في مصر، فضلاً عن تراجع سعر الصرف.
وتوقع عدد من الخبراء والمحللين في حديثهم لـ«عالم البيزنس»، أن يرفع «المركزي» الفائدة بين 0.5% و2% جديدة، تحت ضغط التضخم. بينما يرى البعض أنه سيقوم بالتثبيت، نظراً لارتفاع فوائد الديون الداخلية والخارجية على مصر.
«الكيلاني» يتوقع الرفع 0.5%
توقع محمد الكيلاني، الخبير الاقتصادي، أن يقوم البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل 50 نقطة أساس.
أوضح الخبير الاقتصادي، أن السبب الذي سيجعل البنك يتجه إلى سياسة الرفع، هو الزيادة الكبيرة في أسعار النفط حول العالم خاصة الشهرين الماضي والحالي.
وأيضًا الارتفاع في مستويات أسعار المنتجات العالمية الخاصة ببعض الدول مثل أمريكا والصين، مُحمّلة بتكلفة جديدة ستُحدث قفزة في الأسعار بالأسواق وخاصةً مصر.
أضاف أن هناك استقرار نسبي في أذون الخزانة والسندات ولكنها سترتفع الفترة المقبلة، لذلك يقوم «المركزي» بعمل أسبقية لمواكبة التطورات التي ستطرأ، وأيضًا للموائمة مع البنك الفيدرالي الأمريكي، لحماية الأموال الساخنة من الهروب من مصر.
فيما يرى الخبير الاقتصادي، أن البنوك لن تطرح شهادات بفائدة عالية مثل ما حدث سابقًا، نتيجة أن الشهادات التي تم طرحها قد حققت النتيجة المرجوة.
مونيت دوس تتوقع رفع الفائدة 2%
توقعت مونيت دوس، محلل أول الاقتصاد الكلي وقطاع الخدمات المالية بشركة إتش سي، قيام البنك المركزي المصري، برفع سعر الفائدة 200 نقطة أساس في اجتماعه الخميس المقبل 18 أغسطس.
وأوضحت إن تضخم شهر يوليو جاء أعلى من التوقعات البالغة 13% ومن المتوقع أن يصل 14.2% قبل نهاية العام الجاري. فضلاً عن تراكم الضغط على ميزان المدفوعات المصري، وزيادة عجز الحساب الجاري من إجمالي الناتج المحلي.
وتوقعت «مونيت دوس» انخفاض تحويلات المصريين في الخارج لشهر أبريل بنسبة 7% على أساس شهري إلى 3.1 مليار دولار. كما توقعت أيضا تخفيض قيمة العملة بنسبة 9%، إلى 21.2 جنيهاً مصرياً مقابل الدولار، لدعم العملة ومكافحة الدولرة.
حنان رمسيس: تثبيت الفائدة هو الأقرب
توقعت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أن يقوم البنك المركزي المصري في اجتماعه المقبل، بثبيت الفائدة نظرًا لارتفاع الديون الداخلية والخارجية ولرغبة الدولة في عودة النشاط للبورصة المصرية.
وأضافت خبيرة أسواق المال، أن رفع الفائدة مجدداً سيلقي بظلاله على سوق المال المصري، وتعطيل استئناف برنامج الطروحات العامة الحكومية في البورصة، فضلاً عن إعاقة تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة.
وتوقعت أن المركزي سيتجه إلى التثبيت، لأن الدولة بصدد محاولة العودة للتيسير لزيادة الانتاج والاستثمار، وأيضًا للحد من عجز الموازنة.
وذكرت أن البنك المركزي أصدر سابقًا شهادات ادخار لأجال مختلفة بفؤائد تتراوح بين 14 إلى 18%، لذلك الاتجاه إلى التثبيت هو الأقرب.
سمير رؤوف: مازلنا نتوقع الإبقاء على الفائدة
توقع سمير رؤوف، خبير أسواق المال، اتجاه المركزي لتثبيت أسعار الفائدة. وذلك مع تراجع أسعار السلع الأساسية في الأسواق. مؤكداً أن لا حاجة لمزيد من رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي.
وكانت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري، قد قررت في اجتماعها الأخير في 23 يونيو، الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير بعد زيادتها بمقدار 300 نقطة أساس من بداية العام وحتى تاريخه.
وتم رفع الفائدة 200 نقطة أساس في مايو و100 نقطة أساس في مارس، بالتزامن مع التخفيضات التراكمية لأسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 225 نقطة أساس من بداية العام وحتى تاريخه.
«الأهلي فاروس» يتوقع تثبيت سعر الفائدة
قال بنك الاستثمار الأهلي فاروس، في تقرير اليوم الأحد، إنه على الرغم من الرقم السلبي لأسعار الفائدة الحقيقية، لا نرى أي حاجة عاجلة لرفع الفائدة في الوقت الراهن لعدة أسباب، وقد يكون التضخم إشارة لتثبيت في الاجتماع الخميس المقبل.
وأضاف «الأهلي فاروس» أن هناك 4 أسباب هي: أولاً – أن البنك المركزي قد ثبّت أسعار الفائدة الأساسية في اجتماع 23 يونيو الماضي. ثانياً – بدأت أسعار النفط تتراجع جزئيًا كرد فعل لمخاوف الطلب عالمياً. وطال التراجع أيضًا أسعار الغذاء العالمية.
ثالثاً – قد يضيف أي رفع في أسعار الفائدة مزيدًا من الضغوط على بند مدفوعات الفوائد المتضخم بالفعل في موازنة الدولة. رابعاً – التسرع في الرفع سيحمل مخاطر كبيرة لدعائم السياسة المالية والاقتصاد الكلي.
«بلتون» أيضاً تتوقع تثبيت الفائدة في مصر
توقعت شركة بلتون المالية، إبقاء البنك المركزي المصري أسعار الفائدة دون تغيير، لأن التطورات الأخيرة لقراءات التضخم تشير إلى احتوائه، مما يقلل ضرورة رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي.
وأضافت «بلتون»: ما زلنا نرى أنه من السابق لأوانه استئناف المركزي رفع أسعار الفائدة – في ضوء تغيرات سعر الصرف – المتأثرة بالضغوط على ميزان المدفوعات على الرغم من تحسن الميزان التجاري والخدمات.
وارتفع التضخم العام السنوي لمصر في يوليو إلى 13.6% مقارنة بـ 13.2% في يونيو، ولكنه أقل من توقعات بلتون عند 15%. كما ارتفع التضخم الشهري 1.3%، مقارنة بانخفاض 0.1% في شهر يونيو الماضي.
«بحوث مباشر» تتوقع رفع أسعار الفائدة 1%
توقعت بحوث شركة «مباشر لتداول الأوراق المالية» أن يُقدم البنك المركزي المصري على رفع معدلات الفائدة باجتماع الخميس المقبل بنحو 1% .
وقالت إن معدل التضخم السنوي الأساسي في مصر سجل 15.6% في يوليو الماضي مقابل 14.6% بشهر يونيو السابق له، إلى جانب مساعي الحكومة المصرية للحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.
وأضاف بحوث «مباشر» أن هذا يتطلب تنفيذ إجراءات وإصلاحات مالية وهيكلية جديدة لتعزيز الإيرادات الحكومية وخفض عجز الميزانية واعتماد سعر صرف أكثر مرونة، وهو ما يُنذر بمزيد من التضخم، واللجوء لرفع الفائدة.
الجدير بالذكر، أن البنك المركزي المصري قد أعلن عن تسجيل المعدل السنوي للتضحم الأساسي 15.6% في يوليو 2022، مقابل 14.6% في يونيو 2022.
إقرأ المزيد.. خبير اقتصادي: بنك انجلترا سيواصل رفع الفائدة حال استمرار التضخم
«اتش سى للأوراق المالية: توقعات برفع «المركزي» سعر الفائدة 200 نقطة الأسبوع الجاري
هاني أبو الفتوح: «المركزي» قد يضطر لرفع الفائدة 1% خلال اجتماعه المقبل للسيطرة على التضخم
