رئيسىملفات وتقارير

بعد سقوط جسر لندن.. هل تتمكن انجلترا من الصمود أمام العقبات الاقتصادية التي تواجها؟

كتبت: أمل سعداوي

«الحزن هو الثمن الذي ندفعه من أجل الحب»، جملة أصبحت ذكرى خالدة في أذهان من في العالم، فقد قالتها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية قبل وفاتها، ليعم الحزن على العالم ويعلن حالة الحداد التي تستمر لآيام عديدة.

صفحة جديدة طوتها بريطانيا، بوفاة المكلة إليزابيث الثاني عن عمر يناهز 96 عامًا، بعد فترة حكم استمرت 7 عقود، ليسقط بذلك «جسر لندن»، فكانت تلك خطة موضوعة مسبقًا للإعلان عن وفاة الملكة. فكان خبر الوفاة هو صدمة على الجميع، وكآن جبلًا أنهار على رؤسهم، فكانت أطول فترة في الحكم الملكي.

واجهت الملكة الراحلة خلال فترة حكمها العديد من التحديات القاسية حيث عانى الاقتصاد حالة من الكساد ومع ذلك ظل متماسكًا، وتغير في خلال فترة حكمها 15 رئيسًا للوزراء، كان أولهم ونستون تشرشل وآخرهم ليز تراس.

في التقرير التالي، سنذهب في رحلة طويلة نزور فيه أبرز المحطات الاقتصادية التي مرت على بريطانيا خلال فترة حكم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ومعرفة هل سيتمكن اقتصاد انجلترا من الصمود في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها أم لا؟.

إقرأ أيضًا.. معدلات التضخم في بريطانيا تتخطى حاجز الـ 10%.. وبنك انجلترا: الركود على الأبواب 

بداية التحديات

في العام 1952، كانت بداية إعتلاء «إليزابيث» عرش البلاد، وخلال تلك الفترة تغيرت ملامح الاقتصاد البريطاني، فتحول من اقتصاد صناعي بامتياز إلى اقتصاد يستحوذ فيه قطاع الخدمات على 80% من حجمه. وكانت بداية حكمها هي مرحلة البناء بسبب الحرب العالمية الثانية حيث كان نصيب الفرد وقتها من الناتج المحلي نحو 7 آلاف و500 جنيه استرليني، مقابل 32 ألفًا و500 حنيه استرليني في يونيو 2022 .

كما نما اقتصاد بريطانيا خلال الـ 7 عقود الماضية بنحو 410%، ورغم هذا النمو إلا أنها واجهت العديد من التحديات فبعد الحرب العالمية الثانية وهي الفترة التي تولت فيها الملكة حكم البلاد، لقت بريطانيا استخدامًا كبيرًا للمواد الغذائية حيث وصلت معدلات التضخم وقتها إلى مستويات قياسية بلغت 11.2%.

ولكن نتيجة السياسة التي اتباعتها «إليزابيث» أثناء فترة حكمها مكنتها من النهوض حتى أصبح اقتصاد بريطانيا في المركز الخامس عالميًا من ناحية الارتفاع، واستقرت وقتها معدلات التضخم إلى مستويات الـ 5%، لمة 4 عقود وذلك لصاحيفة «سكاي نيوز».

إقرأ أيضًا.. خبير اقتصادي: بنك انجلترا سيواصل رفع الفائدة حال استمرار التضخم

تغيرت الأوضاع

وسرعان ما تغيرت تلك الإحصائيات فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2020، عانى اقتصادها. كما أن اندلاع الحرب الروسية الأوكرانيا والتي ألقت بظلالها على اقتصاديات العالم أجمع، من ارتفاع أسعار الطاقة للمواد الغذائية لوجود مشكلات في سلاسل الأمداد، والأخيرة وقف موسكو إمدادت الغاز عن طريق خط «نورد ستريم 1»، زادت الأمر تعقيدًا بشأن الخوف من مرور أوروبا بشتاء قارص، ليسجل التضخم في يوليو الماضي 10.1% على أساس سنوي، ليشهد بذلك مرحلة من أسوأ المراحل التي مر بها على مدار 4 عقود.

فكما ذكرنا سابقًا وصلت معدلات التضخم إلى مستويات الـ 10.1% في يوليو الماضي، ما دفع بنك انجلترا إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة هى الأعلى منذ عام 1995 الشهر الماضي.

إقرأ أيضًا..«المركزي»: نتطلع لمزيد من التعاون مع بنك انجلترا لتحقيق تنمية اقتصادية أكثر استدامة

مواصلة الارتفاع

بنك إنجلترا المركزي
بنك إنجلترا المركزي

وأكد البنك عزمه في مواصلة رفع أسعار الفائدة من أجل الوصول بمعدلات التضخم إلى النسبة المطلوبة

وتوقع الخبراء، أن يقون البنك برفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل المقرر عقده يوم 22 سبتمبر الجاري بنحو 50 نقطة أساس.

إقرأ أيضًا.. بنك انجلترا يرفع الفائدة 50 نقطة أساس.. الأعلى منذ 1995

تعزيز الاقتصاد

وعلى الجانب الأخر، أعلنت رئيسة الوزراء، ليز تروس، عن عزمها إلى تعزيز وتيرة لنمو الاقتصاد البريطانيا المساعدة في دفع حزمة إنقاذ بمليارات الجنيهات الاسترلينية للأسر والشركات التي تواجه فواتير الطاقة المتصاعدة

مليارات الدولارات

وجميعنا نعلم أن الوضع في بريطانيا متوتر بسبب وفاة الملكة، فالعديد من المتاجر ستغلق يوم الجنازة والبورصة أيضًا ما سيكلف الاقتصاد مليارات الدولار، هذا بخلاف تغير صورة الملك على النقود والحرف الأول على صناديق البريد، والملابس الخاصة بموظفي الحكومة، و اللافتات الحكومية في أنحاء المملكة.

هذا بجانب ترتيبات جنازة الملك، وباقي الأمور التي تخص الملك الجديدة مما سيجعل بريطانيا تتكلف أكثر من 6 مليارت دولار.

إقرأ أيضًا.. خبير أسواق مال يكشف لـ«عالم البيزنس» أسباب ارتفاع سعر الدولار عالميًا في الفترة الأخيرة

سابق عهده

أحمد معطي
أحمد معطي، خبير أسواق المال، و المدير التنفيذي لشركة «Vi Markets»

وفي هذا الصدد، قال أحمد معطي، الخبير الاقتصاد، إن الاقتصاد البريطاني يمر بأسوأ حالاته خلال تلك الفترة ولكنه سيتمكن من تخطيها وامتصاص الصدمات.

أضاف «معطي» في تصريحات خاصة لـ «عالم البيزنس»، أن رغم قدرة الاقتصاد البريطاني على امتصاص الصدمات إلا أنه لن يتمكن من العودة إلى سابق عهده نظرًا لقوى الظروف التي يمر بها العالم.

إقرأ أيضًا.. لأول مرة منذ 14 عامًا.. «ماكدونالدز» ترفع سعر «تشيز برجر» 20% في بريطانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى