رئيسىملفات وتقارير

تعليم المرأة بين الماضي والحاضر.. محطات التحول وأبرز العقبات والتحديات

استشاري نفسي: حرمان الإناث من التعليم استكمالًا للعنف ضد المرأة

كتبت- أمل سعداوي

«تحرير المرأة».. الجميع يربط تلك الجملة بقاسم أمين، في اعتقادهم أنه أول من طالب بحرية المرأة بكل أشكالها من تعليم وغيره، كما يربط البعض الآخر بداية قضية تحرير المرأة بعصر الخديو إسماعيل أي في القرن الـ19، ورغم الدور الهام الذي قام به كل منهما إلا أن قضية تعليم المرأة قد بدأ منذ عصر الدولة القديمة.

في التقرير التالي سنذهب في رحلة لرصد مراحل تعليم المرأة في مصر بدايًا من عصر الدولة القديمة حتى عصرنًا هذا.

عصر الدولة القديمة

كانت بداية تعليم المرأة من عصر الدولة القديمة، فكانت أول قاضية مصرية عُينت هي «نبت»، وهي والدة زوجة الفرعون «تيتي» وصاحب أحد أهرامات سقارة.

عصر الدولة الوسطى

خلال عصر الدولة الوسطى كان الاهتمام بتعليم المرأة له مكانة خاصة ويتم بشكل كبير، فقد ارتفع معدل تعليم الإناث بدرجة كبيرة.

عصر الدولة الحديثة

أصبح تعليم المرأة في عصر الدولة الحديثة أساسيًا حيث أصبحت النساء تُشارك في المهن التي تعتمد على الكتابة.

ووفقًا لكتاب «نساء ضد التيار: رائدات العمل النسائي في مصر»، الذي أعده الكاتب هشام نصر، فقد كان للنساء الحق في الالتحاق بأماكن التعليم منذ سن الرابعة وكانوا في هذا الوقت يتلقون مبادئ الحساب والهندسة والعلوم وأصول اللغة الهيروغليفية والهيراطيقية، لتنال الفتاة في نهاية المطاف على لقب «كتابة جائزة على المحبرة» مع السماح لها بالتخصص العلمي في أي فرع من فروع المعرفة.

الخديو إسماعيل ومدرسة «السنية»

يرجع الفضل للخديوي إسماعيل في إنشاء أول مدرسة مصرية مخصصة للفتيات، وهي مدرسة السنية والتي أنشأت من ماله الخاص، التي تميزت بطابع متميز نظرًا لإعادة ترميمها عدة مرات، وهي تقع الآن في حي السيدة زينب.

تم انشاء تلك المدرسة في يناير 1873، حيث تُعد أول مدرسة تأسست في الشرق لتعليم للفتيات المصريات، بعد أن عزم الخديو إسماعيل على تحرير المرأة من العبودية المنزلية وإطلاق ثورته الاجتماعية والذهاب إلى المدنية الحديثة.

استقبلت المدرسة صفوف الفتيات للإبتدائية، وبعد مرور نحو 6 أشهر كانت على موعد لاستقبال نحو 286 تلميذة.

وفي العام 1874 وضعت خطط الدراسة ومناهجها ولوائح تنظيم مدرسة السنية الشهيرة والمعروفة كأول مدرسة حكومية لتعليم البنات في مصر.

تخرج من تلك المدرسة العديد من النساء التي برزت أسمائهن في صفحات التاريخ، والتي من بينهم نبوية موسى، أول فتاة تحصل على الشهادة الثانوية، وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، و ملك حفنى ناصف باحثة البادية والتي حصلت على الشهادة الابتدائية عام 1900، ثم دخلت قسم المعلمات بالمدرسة وهى خريجة أول دفعة عام 1903، و فيكتوريا رياض عوض، توحيدة عبدالرحمن، مفيدة عبدالرحمن، اختان تخرجا من مدرسة السنية، الأولى عملت كأول طبيبة، والثانية كانت أول محامية.

أول دفعة من فتيات الجامعة

في نهاية العشرينيات وتحديدًا في عام 1929، تم المطالبة بأمر جديدة وهو النضال لدخول المرأة الجامعة، لتلتحق أول دفعة من الفتيات بالجامعة المصرية والتي كانتا جامعة فؤاد الأول وجامعة القاهرة وكانوا خمس فتيات فقط من لحقت بهم؛ وهم سهير القلماوي، نعيمة الأيوبي، فاطمة سالم، فاطمة فهمي، زهيرة عبد العزيز.

الأمر الذي عزز من خطوة تقليد عميد الأدب العربي طه حسين، منصب عميد كلية الاَداب بعد عام واحد من التحاقهن بالجامعة.

ثورة يوليو 1952

«مجانية التعليم».. كانت تلك الجملة هي الشعار التي قامت عليه ثورة يوليو 1952، لتكون بذلك خطوة مهمة في تاريخ تعليم البنات، حيث تركت أثرًا لا يمكن نسيانه مهما مر التاريخ.

فوفقًا الإحصاءات الرسمية التي نشرت في العام 1961، فقط وصلت عدد الطالبات الملاحقات بالجامعات المصرية في العام الدراسي 1952-1953، إلى 4 آلالف، ليصل بعد ذلك إلى 52 ألفًا في العام الدراسي 1969 -1970.

وفي العام 1980، بلغت نسبة تعليم الإناث نحو 32.6%.

الفترة ما بين العام 1980 و2022

وخلال الفترة من العام 1980 حتى 2022، شهد تعليم الإناث العديد من المراحل والتي ساهمت كثيرًا في تقليدها العديد من المناصب والتي منها سفيرة ووزيرة وعميدة جامعة وغيرها فأصبحت مثل الرجال في تقليد تلك المناصب حتى أصبحت رئيسًا لدولة، فلم يعد هناك أي اختلاف بينهم.

ومع ظهور جائحة كورونا وتطور التكنولوجيا بشكل أكبر زادت مشاركة المرأة في كل شئ وبرز دورها بشكل أكبر.

غلق الأبواب أمام المرأة

ومع كل هذا التطور الكبير إلا أنه كما ذكرنا سابقًا لا يزال هناك بعض الأشخاص اللذين يرون أن تعليم المرأة ليس له قيمة، وتواصل «عالم البيزنس»، مع أحدى أولياء الأمور وتدعى «عبير» والذي يرفض زوجها أن تستكمل ابنتهما التي أصبحت في المرحلة الثانوية تعليمها الجامعي حيث قالت: « بحاول اقنع فيه أنها تكمل تعليمها رفض ومش موافق خالص.. حاولت كتير بس مصمم، بيقولي تعليم البنات ملهوش قيمة».

أكدت «عبير»، أنها حاولت مع زوجها حتي تستطيع ابنتها دخول مرحلة الثانوية العامة، ولكن محاولتها لايقناعه باستكمال تعليمها في الجامعة بات أمرًا مستحيلًا، حيث يرفض بحجة «أن تعليم البنات ملهوش لأزمة».

تفكير تعسفي

إيمان عبدالله استاذ علم نفس والعلاج الأسري

وتعليقًا على هذا الأمر، قالت إيمان عبدالله، استشاري الصحة النفسية، إن حرمان الأهل للإناث من استكمال تعليمهم هو يشبه الحرمان من الماء الهواء، كما أنه امتداد للعنف ضد المرأة.

أكدت «عبدالله»، في تصريحات خاصة لـ«عالم البيزنس»، أنه رغم التطور ووصول العديد من النساء إلى أعلى المناصب إلا أن الكثير من الأسر يمنعوهم من استكمال تعليمهم وهو أمر لا يمكن وصفه إلا بـ«التفكير التعسفي»، وهو أمر لا يقبله الشرع والدين، وغيره.

أضافت استشاري الصحة النفسية، أن الكثيرات من الإناث ترغبن في استكمال تعليمهم لبناء المستقبل الخاص بهم إلا أن تفكير أبناءهم يمنعهم من تحقيق ذلك. مُضيفة أن أغلب الأهالي الذين يرفضون تعليم الإناث يرغبون في تزويجهم في سن مبكر.

أبواب مغلقة

أشارت «عبدالله»، إلى أن ما يحدث مع هولاء الفتيات يصنف تحت التميز بين الجنسين، حيث تحرم من حقوقها الإنسانية.

أكدت استشاري الصحة النفسية، أن المرأة هي نصف المجتمع، فكيف نهمل حقها في استكمال تعليمها؟.

شددت «عبدالله»، على ضرورة تشجيع المرأة على التعليم لأن هذا حق من حقوقها وأمر إجباري وليس اختياري.

وتسألت استشاري الصحة النفسية، إلى أي مدى سيتم حرمان الإناث من التعليم والإرث وغيره رغم التطور الذي نشهده في المجتمعات؟.

أكدت «عبدالله»، أنه رغم انتشار عدم استكمال تعليم الإناث في الريف إلا أن البعض منهم بدء في تغيره تفكيره وفتح الأبواب أمام أبناءهم من الإناث لتستكمل تعليمها وترى العالم.

تابعت: حرمان البنت من التعليم هو جريمة بحقها كما أنها يجعلها فريسة سهلة للاصطياد، لعدم إدراكها كافة الجوانب سواء الاجتماعية أو الثقافية أو غيرها.

أكدت استشاري الصحة النفسية، على ضرورة أن يسمح الأهالي باستكمال أبناءهم من الإناث تعليمهم والبعد عن التفكير التعسفي من أجل رؤية العالم من منظور آخر.

إقرأ المزيد.. محافظ بنك فيصل: المرأة شريكاً أساسياً في استراتيجية التنمية التي تهتم بها الدولة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى