رئيسىصحة

طبيب يكشف لـ«عالم البيزنس» أضرار الاستخدام المفرط لأدوية الحموضة

كتب: حسين علي

حذر الدكتور محمد عمر، رئيس وحدة الحالات الحرجة بكلية الطب جامعة المنيا ورئيس الجمعية المصرية لطب الحالات الحرجة بصعيد مصر، من الاستخدام المفرط لأدوية الحموضة والذي صار ديدن الأطباء قليلي الخبرة وكذلك من غير المتخصصين في الطب الباطني.

الاستخدام المفرط لأدوية الحموضة

أوضح رئيس الجمعية المصرية لطب الحالات الحرجة بصعيد مصر، في حديثه لـ«عالم البيزنس»، أن الروشتة الواحدة (الوصفة العلاجية) قد تشمل صنف واثنين وثلاثة من أدوية الحموضة بجرعات لا يصفها إلا قليلى العلم إن لم يكن عديمى العلم بالجرعات العلاجية والحد الأمن الذي من تجاوزه صار إلي التسمم الدوائي.

أضاف كذلك، أنه بسبب العلاج الذاتي الذي صار ديدن الناس بعد أن صارت هذه الأدوية تباع في محلات البقالة ويعلن عنها علي شاشات التلفاز وتباع في الصيدليات بلا رقابة.

أشار رئيس وحدة الحالات الحرجة بطب المنيا، إلى أن درجة الحموضة والقلوية داخل جسم الإنسان تتنوع بقدر الله سبحانه وتعالى، موضحًا أنه في الوقت الذي نجد فيه العصارة اللعابية في الفم قلوية تتراوح ما بين 7 إلي 8 لتعطي الإنسان الطعم الحلو في الفم.

لفت الدكتور محمد عمر، إلى أن هذه الدرجة من الحمضية تقل تدريجيًا داخل تجويف المرئ لتصل إلي أقصي درجات الحموضة داخل تجويف المعدة التي تصل ما بين 1.5 إلي 3 من درجة الحامضية والتي يقال لها ph .

أوضح، أن درجة الحمضية في الإثنا عشر وإن كانت أقل من حموضة المعدة تستمر حتي تصل إلي الجزء الثاني من الإثنا عشر حيث تصب عصارة البنكرياس والعصارة الصفراوية التي تغير من درجة الحموضة داخل الامعاء الدقيقة لتصل إلي القلوية وبمرور الطعام داخل الأمعاء الرفيعة حيث يتم إفراز بيكربونات الصوديوم بكميات وفير ترتفع درجة القلوية إلي أعلي درجة قد تصل إلي 7.4.

أهمية الدرجة الحمضية العالية داخل المعدة

لفت رئيس الجمعية المصرية لطب الحالات الحرجة بصعيد مصر، إلى أهمية الدرجة الحمضية العالية داخل المعدة وخطورة التدخل فيها وذلك في:

أولا:- تعد هذه الحموضة حاجز فسيولوجي يمنع مرور الميكروبات والطفيليات والفيروسات والفطريات من الفم إلي داخل الجهاز الهضمي حيث يتم تدميرها بفعل هذه البوابة الكيميائية التي تشبة ماء النار بسبب وجود حمض الهيدروكلوريك الإفراز الطبيعي لبطانة المعدة

ثانيا:-يساعد وجود حمض الهيدروكلوريك علي تنشيط إنزيمات المعدة التي تقوم بهضم البروتين وذلك من خلال تحويل الببسينوجين إلي ببسين الذي يقوم بتفتيت البروتينات إلي أحماض أمينية داخل المعدة

ثالثا:- تساعد هذه الحمضية الموجودة داخل المعدة والإثنا عشر علي الإبقاء علي الحديد في الصورة الثنائية ferrous سريعة الامتصاص في الإثنا عشر وكذلك تزيد من سرعة امتصاص الكالسيوم من داخل الإثنا عشر ولذلك فإن أدوية الحموضة تقلل إن لم تكن تمنع امتصاص الحديد والكالسيوم من منطقة

الإثنا عشر والذي يودي بدوره إلي حالا ت شاشة العظام والانيميا الغير مفسرة عند الكثيرين فمن يدور بهلده انها بسبب الافراط قي تعاطي هذه الادوية الخاصة بالحموضة

رابعا:-تساعد هذه الحموضة علي الإبقاء علي حيوية البطانة الخاصة بالمعدة والإثنا عشر وحماية الخلايا من الضمور والتلف مما يحافظ علي زيادة معدل إفراز العامل الأساسي الداخلى (interinsec factor) المسئول عن امتصاص فيتامين ب١٢ في نهاية الأمعاء الرفيعة، مشيرًا إلى العلاقة بين حدوث الأنيميا الخبيثة المصحوبة بالأعراض العصبية وبين الالتهابات المزمنة لجدار المعدة وضمور بطانة المعدة

كذلك تساعد هذه الدرجة الحمضية علي تنشيط إنزيمات البنكرياس مثل الأميلاز والليباز والتي تقوم بدورها بتفتيت الدهون إلي أحماض دهنية وجليسرول

كذلك تساهم هذه الحمضية في زيادة حركة المعدة نحو الإثنا عشر للإسراع من عملية تفريغ المعدة في اتجاه الإثنا عشر

خطورة الاستخدام المفرط لأدوية الحموضة

ومن هنا يتبين لنا خطورة الاستخدام المفرط لأدوية الحموضة مع تنوع صورها ما بين الشراب والأقراص والحقن والفوارات وما بين التركيزات المختلفة للعقار الواحد فقد تجد تركيز ١٠ مج ٢٠ مج ٤٠مج من نفس العقار ، بل وتجد إصدارات محدثة لنفس العقار، فمثلا مجموعة أدوية تثبيط مضخة نقل الأيونات والتي يقال لهاproton pump inhibitor

يوجد منها عدة إصدارات: مثل الأوميبرازول واللانزوبرازول والبانتوبرازول والرابيبرازول والايزوبرازول واليزومبرازول، ولا يزال العداد مستمر وكلها بتركيزات مختلفة وخصائص كيميائية ودوائية مختلفة لا يعلمها إلا أهل التخصص.

كذلك من الأدوية التي تغلق مستقبلات الهستامين والتي يقال لها H2 blockers يوجد منها إصدارات متعددة منها الثيميتيدين والرانيتيدين والفاموتيدين، وكذلك الأدوية التي تعمل علي معادلة الحمض مباشرة بواسطة إعطاء مركبات قلوية يوجد منها العديد من التركيبات، بالإضافة إلى الأدوية التي تحافظ علي سمك الجدار المخاطي للمعدة

كما لفت الدكتور محمد عمر، إلى دور الجرثومة الحلزونية في إحداث التهابات بجدار المعدة، كذلك وجب التنبيه علي استخدام البهارات والمواد الحريفة في الطعام كسبب رئيسي لارتفاع مستوي الحموضة الذي يمكن علاجه من غير أدوية بمجرد التوقف عن تناول الأطعمة الحريفة، ودور المسكنات nonsteroidal anti inflamatory في تآكل الجدار المخاطي المبطن للمعدة وفي ضرورة التوقف عن استخدام هذه الأدوية إلا للضرورة القصوي وليس المسارعة في استخدام الأدوية المضادة للحموضة.

آلم منطقة فم المعدة وعلاقته بالتهاب المعدة

وفي النهاية أكد رئيس وحدة الحالات الحرجة بطب المنيا، أنه ليس كل ألم في منطقة فم المعدة أو (epigastric region) يتم تشخيصه علي أنها التهاب بالمعدة فقد تكون هذه آلام الكبد أو آلام الحويصلة المرارية أو البنكرياس أو آلام القولون المستعرض أو آلام الشريان التاجي للجزء الأسفل لعضلة القلب وغيرها وغيرها من مسببات الغثيان أو القئ أو حتي آلام فم المعدة التي يخطأ الكثر من الأطباء في تشخيصها ويكون مآلها إلى وصف مركب واثنين وثلاثة من أدوية الحموضة بتركيزاتها المختلفة التي يستمر عليها المريض شهور وسنوات فيظهر منها الكثير والكثير من المضاعفات التي لا حصر لها والتي كان سببها الأساسي هو الإفراط في استخدام أدوية الحموضة بلا علم ولا رقابة.

اقرأ أيضًا.. أستاذ بطب المنيا يكشف لـ«عالم البيزنس» مخاطر الإفراط في تناول فيتامين «د»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى