رئيسىملفات وتقارير

ماذا سيحدث للصين في حالة دعم روسيا عكسريًا وماديًا في حربها ضد أوكرانيا؟

كتبت: أمل سعداوي

أكد خبراء ومحللون لـ «عالم البيزنس»، أن دعم الصين لروسيا في حربها علي أوكرانيا له رؤية خاصة، فمنذ اندلاع فتيل الحرب وفرض العقوبات الأوروبية الرادعة على روسيا كانت الصين داعمًا رئيسيًا لها، ما جعل الصين في عين دول الغرب وأمريكا متهم.

رغم أن العلاقات الروسية الصينية قبل اندلاع الحرب لم تكن وردية، فعلاقتهم بها توترات كثيرة ولكن بينهم مصالح مشتركة في مواجهة قوى عظمة أضرت بهم وهي أمريكا.

تشويه للحقيقة

جو بايدن
جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية

قبل عدة أيام وتحديدًا يوم الاثنين الماضي، أعلن مسؤول أميركي إن واشنطن أبلغت الحلفاء في الناتو أن الصين منفتحة على مساعدة روسيا عسكريًا.

لتخرج الصين وترد على تلك الاتهامات، بقولها أن حديث أمريكا حول وجود مساعدات عسكرية ومادية لروسيا هو تشويه للحقيقة.

ليُثير بتلك التصريحات مخاوف الكثير، ويبادر في ذهنهم سؤال ألا وهو، ماذا سيحدث للصين في حالة قررت دعم روسيا عكسريًا وماديًا في حربها ضد أوكرانيا؟.

فتيل الحرب

أزمة أوكرانيا وروسيا
حسام عيد خبير أسواق مال

وفي هذا الصدد قال حسام عيد، خبير أسواق المال، إنه منذ بداية الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا وهناك تغير في التحالفات الدولية خاصة بعد تصاعد الأحداث وفرض عقوبات اقتصادية رادعة بحق روسيا الأمر الذي دفع كثير من الدول للتحالف معها للحفاظ على أمنها القومي ومن أهم تلك الدول وأولها هي الصين والتي أعلنت موقفها المتضامن مع روسيا.

أوضح «عيد»، أن الموقف الصيني المتضامن مع روسيا جاء لمواجهة أكبر منافس قوى لتلك الدولتين وهي الولايات المتحدة الأمريكية والتي فرضت من قبل بعض العقوبات على الصادرات الصينية بالولايات المتحدة الأمريكية مثل فرض ضرائب جديدة على المنتجات الصينية مع رفع الرسوم الجمركية لتلك السلع.

الأمر الذي يترتب عليه وجود مزيد من العداء بين كلًا من روسيا والصين وبين الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد الموقف الصيني الداعم لروسيا.

أشار خبير أسواق المال، إلى أنه في وقت سابق أثناء أزمة الرهن العقاري بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 كانت الصين هي المنقذ الوحيد للاقتصاد الأمريكي بعد أن ضخت أموال كبيرة لاقتصاد الأخيرة عن طريق السندات الحكومية الأمريكية والتي أنقذت أكبر اقتصاد في العالم من الانهيار الأمر الذي يؤكد قوة الاقتصاد الصيني وقدرته على امتصاص أي أزمة أو عقوبات تفرض على النظام الاقتصادي لها.

المنافسة الهادئة

أوضح «عيد»، أنه مع إنخفاض حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا واستقرار الأزمة الجيوسياسية الراهنة يعود الهدوء مرة أخرى بين الدول ويعود الهدوء أيضًا إلى الأنظمة الاقتصادية عالميًا والعودة إلى المنافسة الهادئة بين الدول الثلاث.

أكد خبير أسواق المال، أن سوق المال الصيني يُعد من الأسواق المالية القوية التي تتحمل أي أزمة مؤقتة وأن تلك الازمات يكون لها تأثير محدود جدًا لفترة قصيرة على أداء مؤشرات البورصة الصينية وعلى الأسهم القيادية المقيدة به وعلى الأسهم ذات القيد المزدوج المقيدة بالبورصة الأمريكية.

وبالتالي سيكون هناك تأثير محدود جدًا لفترة قصيرة ثم معاودة الصعود مرة أخرى بعد انتهاء الأزمة الراهنة.

نموذج الحياد

أزمة أوكرانيا وروسيا

ومن جانبه، قال محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، أن هناك تهديدا روسيًا أوكرانيًا في الوقت الحالي حول تسوية ونزع فتيل الحرب ومحاولة الجانب الروسي نزع السلاح الأوكراني وجعلها نموذج الحياد مثل النمساء والسويد مع فرض شروط أخرى بعدم انضمامها إلى الناتو والموافقة علي ضمانات أمنية لأوكرانيا وبالتالي مازال التفاوض مستمر بين الطرفين.

أضاف «عبد الهادي»، أما إذا توقفت المفاوضات وبداءت الصين في دعمها المستمر لروسيا منذ إعلان الحرب فإن ذلك له عدة معايير أو رؤية بخصوص موقف الصين من دعمها لروسيا.

  • اولًا/ أن رئيس الصين يرغب في صدارة الموقف أمام شعبه في تصدر الصين العالم والحلم القائم والمستمر.
  • ثانيًا/ تجد الصين حليف لها ذات قوة وسيادة وهي روسيا خاصه أن روسيا من أكبر دول في إنتاج النفط والغاز.
  • ثالثًا/ أن الصين تريد من يقوم بمساندتها في حاله غزوها لتايوان.

 

الدب الروسي

أزمة أوكرانيا وروسيا
بوتين

أوضح خبير أسواق المال، إن كل ذلك يضعها في إحدى الميزانين والميزان الآخر إذا تم فرض عقوبات عالمية وهي تشاهد انهيار العملة الروسية وانهيار شركاتها في البورصة، وخاصه أنها مازالت تعاني من أذمه خروجها من وباء كورونا وما خلفه من آثار وبالتالي أعتقد أنها لن تستمر كثير في مساندتها ودعمها الدب الروسي إذا تضررت اقتصاديًا.

إقرأ المزيد.. الصين تقاطع الدوري الإنجليزي ارضاءاً لروسيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى