الأخباربنوكرئيسى

محافظ البنك المركزي: دعم وتقوية القطاع المصرفي كان له أكبر الأثر في صموده أثناء الأزمات

كتب: مجدي دربالة

أكد حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، في الكلمة التي ألقتها نيابة عنه رانيا طوبار وكيل المحافظ لقطاع تطوير إدارة المخاطر والشركات الكبرى، على اهتمامه الكبير بدعم ومساندة المنتديات واللقاءات التي تُعقد فى سبيل تدارس التحديات والمخاطر التي تواجهه المصارف العربية، وكيفية التصدي لها والتخفيف من آثارها، بجانب بحث سبل الارتقاء بالصناعة المصرفية.

دور القطاع المصرفي القوي في التصدي للأزمات

قال محافظ البنك المركزي المصري، إن اتحاد المصارف العربية يكون سباقاً للدعوة لكل ما هو من شأنه إلقاء المزيد من الضوء على أهم التحديات التي تواجه المصارف العربية والسلطات الرقابية في الوطن العربي.

أضاف حسن عبدالله، أنه لا شك أن الموضوعات التي سيتم طرحها ومناقشتها خلال المنتدى ستكون على قدر كبير من الأهمية لتبادل الخبرات والرؤى في مواجهة التحديات الراهنة.

لفت محافظ البنك المركزي، إلى أن العالم بأسره يمر بظروف لا تخفَى على أحد منا بعد أن واجه الآثار الناتجة عن جائحة كورونا لقرابة عامين، وكان يتطلع إلى العودة لدفع عجلة النمو مع توقعات انحسار الجائحة أو التعايش معها، لكن مع بداية العام أتت الحرب الروسية الأوكرانية، وهو الحدث الذي ضاعف من التحديات التي تواجه البنوك العربية والسلطات الرقابية.

أشار محافظ المركزي، إلى أن التجربة العملية أثبتت أن دعم وتقوية القطاع المصرفي كان له أكبر الأثر في صموده أثناء الأزمات، بل وقيامه بمساندة باقي قطاعات الدولة، ومساعدتها على تخطي تلك الأزمات، ومواصلة النمو والاستقرار بمفهومه الشامل اقتصادياً وأمنياً من خلال دوره الطبيعي في ضخ التمويل ودعم الاقتصاد، وأيضاً كملاذ آمن لمدخرات وثروات المجتمع.

أوضح محافظ البنك المركزي، أن من أهم التحديات التي فرضتها الأزمة الحالية، مخاطر المناخ والمخاطر البيئية، وارتفاع معدلات التضخم، وحدود القدرة على تحمل الديون السيادية، ومخاطر الأمن السيبراني والجرائم المالية، وهذه المخاطر كان لها آثارها على استراتيجيات البنوك وإطار إدارة المخاطر بها، وذلك بجانب المخاطر التقليدية الأخرى التي عرفناها وتعاملنا معها، وإن كانت تلك النوعيات الجديدة من المخاطر لا تزيد فقط من حجم تلك المخاطر المألوفة لدينا، بل تغير من طبيعتها، وتضيف لها أبعاداً جديدة لم تكن في الحسبان، سواء للبنوك أو للسلطات الرقابية.

دور السلطات الرقابية والبنوك المركزية

ومن هذه النقطة، يأتي دور السلطات الرقابية والبنوك المركزية بصفة خاصة، ليلقي مزيداً من الأعباء عليها بهدف الحد من تلك المخاطر والتعامل معها، سواء على المستوى الكلي للجهاز المصرفي بالدولة أو الجزئي لبعض البنوك بها، وهو ما يؤكد ضرورة انتقاء الإجراءات الرقابية والمهنية المطلوبة والتي تعمل على الحد من المخاطر، وفي ذات الوقت تراعي عدم التأثير على نسب النمو وانسياب الائتمان والاستثمار بسلاسة في شرايين الاقتصاد، أخذاً فى الاعتبار مستوى السيولة المناسبة ومعدلات الربحية المقبولة. ولقد أعطت لنا إصدارات لجنة بازل بعض الإرشادات للتعامل مع النوعيات الجديدة من المخاطر، وهو ما سيكون مثاراً للنقاش خلال الملتقى، بجانب الموضوعات الأخرى، مثل الرقمنة وتطوير النظام المصرفي والشمول المالي.

لقد تكونت لدى البنوك فى المنطقة العربية -خاصة في بعض الدول مثل مص- خلال الأعوام القليلة الماضية العديد من الخبرات والمعرفة، وذلك من خلال التجارب والظروف التي مرت بها أثناء تلك السنوات.

كما كان لعملية الإصلاح المصرفي التي تمت خلال المرحلة السابقة دور كبير ليس فقط في حماية القطاع المصرفي، لكن في حماية البلاد والاقتصاد ككل ومساعدتها في الصمود، فضلاً عن كيفية التعامل مع ملفات الأزمات، وضرورة وجود حدود وسياسات واضحة وعملية عند المواقف المختلفة، وأهمية وجود نظام للتنبؤ والإنذار المبكر .

بالإضافة لضرورة وضع خطط فعالة لإدارة الأزمات على كافة المستويات مثل خطط استمرارية الأعمال وخطة طوارئ السيولة.

وأهمية إجراء اختبارات الضغط وفقاً لسيناريوهات متعددة، سواء على مستوى المحفظة الائتمانية أو قطاعات النشاط الاقتصادي أو العميل الواحد وأطرافه المرتبطة، أو تلك السيولة المتعلقة بمستويات السيولة على المستوى الكلي والجزئي.

في النهاية، طالب أن يتيح ذلك المنتدى الفرصة للحوار، وتبادل الخبرات، وتقديم الاقتراحات المناسبة للتحديات التي يواجهها النظام المصرفي العربي، بما يعود فى النهاية بالنفع على الوطن العزيز.

جاءت كلمة حسن عبدالله محافظ البنك المركزي المصري، خلال فعاليات الملتقى السنوي لرؤساء إدارة المخاطر في المصارف العربية في دورته الرابعة الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية برئاسة محمد الإتربي، بالتعاون مع البنك المركزي المصري واتحاد بنوك مصر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى