مقالات

د. يسري الشرقاوي يكتب: «على الأبواب .. يا بركة الأعتاب»

مصر الوطنية الغالية المحفوظة بعين الرحمن على أبواب انتخابات جديدة ، وهنا سنبدأ معاً حواراً داخلياً موسعاً بين كافة الطبقات التي اصبح اكثر من 80% منها في عداد المطحونين ، صهرتهم نيران الاسعار وتعددت الاسباب في ذلك ، وربما ادوات الحوار “السوشيالجي” باتت شكلاً مغايراً يشكل قناعات عشوائية ، و جعل الشريحة الكبري من الشعب علي تواصل تام علي مدار الساعة ،،وكل شئ اصبح عرض متكامل وعالم الاسرار اصبح لا وجود له والعمل اصبح علي الهواء مباشرة ، وازمنة انتظار الخبر في ليل حالك الظلام من المذياع البسيط قبل 50 عاما انتهت تماما..واصبح هناك وفرة في الخبر والمعلومة لكننا انتقلنا الي ما يسمي بإعلام تشكيل القناعات وزراعة الايدولوجيات و دعم ايجابي لبناء اقتصاديات.

الشاهد في الامر هنا اننا امام نسخ جديدة وعلي الجميع في اطراف المعادلة الانتخابية ضرورة استيعاب ذلك جيداً وقبول قواعد اللعبة والتكيف معها بشكل صحيح وجديد،، متمنياً ان يتخلي كل عناصر العملية عن الطرق والادوات التقليدية التي عفا عليها الزمن واتصور ان نتائجها باتت غير مرضية وان السلبيات منها تفوقت علي ايجابياتها ،، صور مساعدات السلع الاساسية الحزبية التي ستنتشر او اعادة تصدر مشهد منتفعي الانتخابات او استغلال كل القنوات الاعلامية لاي مرشح دون مساواة او الادارة الغير حكيمة للعملية الانتخابية كلها اشياء تحتاج الي اعادة ترتيب اوراق لا سيما انني مازلت لدي يقين واصرار علي ان الرئيس الحالي الزعيم له رصيده الكافي جدا بما قدم وهناك نسبة نجاح مرتفعه جدا تجاهه ولا تستلزم عودتنا الي النقطة صفر ونحن نعبر الأعتاب.

5 سنوات مضت

قبل 5 سنوات مضت وكنا على أعتاب انتخابات جديدة وكتبت امنياتي التي لخصتها في المشكلة “الادارية” .. نحن لابد ان نعترف اننا مازلنا لدينا مشكلة اداريات سواء في تعدد جهات الولاية في مناخ الاقتصاد ،، او بيروقراطية المحليات ، او جبايات الانظمة المالية ، او ضعف المجموعة الاقتصادية ، او ضياع هوية الصناعة والتصدير ، فموضوعات كبيرة لا يوجد لها اب شرعي ومفرق دمها بين القبائل ،، ، مازال هناك في مصر الغالية ملفات موازية لملفات البنية التحتية التي انجزت بقوة في 8 سنوات مثل الطرق والكباري والمدن الجديدة والكهرباء ،، لكن ف المقابل مازال لدينا وتتزايد نسخة مسئول ( اللّقطة) او الصورة.

نعم مازال الفساد الاداري ،،يرتع بل وزادت الفوضي والعشوائية فيه ، وفي تصوري اننا الي الان لم نري اي نتائج مميزة لمسها المواطن للرقمنة والشفافية والحوكمة او الشمول المالي او سهولة الاعمال او زمن انهاء المشكلات ، مازالت هناك حالة عدم ثقة في منظومة الشكاوي وسرعة الرد عليها وانجازها ومازلت الصورة الفعلية والذهنية لدي المواطن ما هي الا ارقام بالعشرات الالاف تصدر بيها بيانات اعلامية فقط وانما السماع الحقيقي لمعاناة المواطن وحل مشكلته وفض النزاع مازال امر معقدا للغاية وصعب المنال ومازالت الصراعات بين المواطن وموظف الدوله قائمة كل صباح مما زاد حدة الاثار للازمات الاقتصادية.

دولة آمنة مطمئنة

قبل 5 سنوات ومازلت اكرر نحتاج من الرئيس ثورة إدارية وإعادة هيكلة شاملة رأساً علي عقب، اعادة هيكلة الوزارة و عددالحقائب والتكليفات والقضاء علي التداخلات والاختصاصات ، الاستعانة بالكفاءات وليس أهل الثقة ، ، البيروقراطية مازلت تقتلنا – الجزر المنعزلة سمة واضحة- الاعلام اضعف خطوط الدولة – ضعف جودة التشريع اضعف واجهض التطبيق – الرسوم الادارية العشوائية – اهتزاز وارتعاش وتغييرات عشوائية في السياسة المالية والنقدية ادت الي هروب الاستثمارات – مازال عدم ربط الاجر بالانجاز لموظفي قطاع الخدمات الحكومية كارثة- غياب دور الرقابة وجودة التقارير ونزاهتها ،وضعف العقوبة – الفض في النزاعات الاستثمارية مازال ضعيف وبطء اجراءات وازمنة التقاضي – انتدابات القانونيين من والي مؤسسات الدولة القانونية والادارية بها عوار وضعف شديد ويشوبها الكثير.

ليس لدينا مشكلة اقتصادية معقدة كما يعتقد البعض ،بل لدينا اصلاح اداري وهيكلي وتشريعي لم نحقق فيه اهداف طموحة ، رغم قتامة الصورة الاقتصادية العالمية لكن مازالت مصر رائدة بمواردها وثرواتها لكن تحتاج ثورة تصحيح اداري شامل،، هذا ما يحتاجه ويطلبه الشعب بصفة مستمرة ،، الشعب الذي تحمّل كل فواتير الثورات وضحي بالشهداء من اجل الحفاظ علي ارض الوطن وتحمل نيران وحدة الاصلاحات الاقتصادية يحتاج ان يفرز مجلسي شيوخ ونواب طبيعين وليسوا صنيعة اي جهة ، يكون لديهم قدرة فعلية ونفاذ علي الرقابة الحقيقية والتشريع لصالح الشعب والخفاظ علي مكتسباتة والعمل علي تحسين معيشتة لا العكس… التعليم والصحة العامة ،، مازلت اكرر ان لم تستطيع دولة زيادة دخل المواطن عليها تقليل ورفع اعباء عنه ومازالت منظومتي الصحة العامة والتعليم اقل جودة واكثر عبء اقتصادي علي كاهل الاسرة المصرية.

دكتور يسري الشرقاوي

رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة

نرشح لك: يسري الشرقاوى يكتب: «ويسألونك عن التحديات»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى