ملفات وتقارير

العالم على صفيح ساخن وكلمة السر «أوكرانيا».. هل الصراع بداية لحرب عالمية ثالثة؟

كتبت: أمل سعداوي

تترقب دول العالم عن كُثب تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية، التي في حالة تطورت الأمور ستقوم الحرب العالمية الثالثة على حد قول البعض.

ورغم جهود الدول وفي مقدمتها أمريكا، و حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بمحاولة إقناع روسيا بسحب قواتها، إلا أنها رفضت، حيث أكدت الأولى عزم الأخيرة على وضع خطة لغزو أوكراينا إلا أنها تنفي ذلك.

وقيام الصين بدعم روسيا زاد من مخاوف قيام الغزو، خاصة وأن الأقمار الصناعية أثبت أن الأخيرة قامت بنشاطًا عسكريًا في مواقع متعددة عبر بيلاروسيا وشبه جزيرة القرم وغرب روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية.

حرب عالمية ثالثة!

ليصبح بذلك حشدًا عسكريًا هو  الأضخم في المنطقة منذ نهاية الحرب الباردة، وأن أوروبا تمر بفترة خطيرة. والسؤال الذي يفرض نفسه في ذلك الوقت على الساحة وبكل إلحاح هو، هل ستدق طبول الحرب وستقوم الحرب العالمية الثالثة؟، أم ستنتهي تلك الأزمة بشكل دبلوماسي؟.

زخم دولي

قال الدكتور محمد ربيع الديهي، باحث في العلاقات الدولية، إن الأزمة الأكورانية أزمة معقدة من جميع جوانبها، نظرًا لعدة أسباب والتي منها الفاعلين فيها، والذين يسعون إلى حماية الأمن القومي من وجه نظرهم الخاصة وإبعاد التهديدات الأمنية من الطرف الأخر بعيدًا عن حدودهم وهو الأمر الذي ربما يعطي الأزمة زخم دولي أو اهتمام دولي كبير. مؤكدًا أن تأثيراتها ستكون كبيرة أيضًا على العالم.

أكد «الديهي»، في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، أن تلك التأثيرات لن تؤثر القارة الأوروبية فقط، بل أيضًا القارة الأفريقية والأسيوية، وغيرها من القارات، هذا بجانب أن الكتل الدولية لديها منظومات نووية.

أضاف «الديهي»، أن فكرة  عدم وصول روسيا إلى المياه الدافئة سيكون مؤثر كثيرًا عليها، لذلك تستغل الأزمة الاكورانية للوصول إلى المياه الدافئة. مُشيرًا إلى أنه في حالة محاصرة الاتحاد الأوربي أو حلف الناتو في هذا الكتلة تحديدًا أو الكتلة الجليدية التي تطل عليها أغلب المواني الروسية، و ستظل التهديدات على أمن واستقرار الأخيرة كبيرة، ما يدفعها إلى استخدام النووي للحافظ على أمنها القومي.

هذا بجانب، أن الخلافات الروسية الأوروبية كثيرة رغم وجود العامل الاقتصادي إلا أن هناك خلافات بين روسيا وبعض الدول الأوروبية.

أهداف مؤكدة

أكد «الديهي»، أن دعم الصين لروسيا سيكون له أهداف. مؤكدًا أن الصين لديها مشكلة مثل التي تواجه روسيا وهي مشكلتها مع «تيوان».

أشار «الديهي»، إلى أن الصين تطمح للتوسع بشكل أكبر في محيطها الجغرافي، أو في شرق أسيا، لذلك هي داعم رئيسي لروسيا من أجل تحقيق هدفها.

أكد «الديهي»، أن الهدف الرئيسي لدعم الصين لروسيا، هو الاستفتاء في صف روسيا، لأن الأولى منفردة في العالم في ظل الضغوط الأمريكية التي تمارس على الإتحاد الأوروبي وعلى العديد من دول العالم، لذلك إن انتصرت الولايات المتحدة على الصين من خلال دعمها للدول الأوروبية، يعني ذلك تراجع الصين كقوة دولية مؤثرة في الميزان الدولي.

أوضح «الديهي»، أن ليس لدى الصين ما تخسره من علاقات مع الولايات المتحدة، خاصة وأنها متطهورة خلال الفترة الأخيرة.

لفت «الديهي»، إلى أن روسيا  أعلنت عن موافقتها للخضوع لحل دبلوماسي، رغم أن العديد من الدول ترى أن الأولى رفضت، الأمر الذي يُثير التعجب  رغم تأكيد الجانب الروسي أنها تدريبات طبيعية لتأمين حدودها فقط.

سياسة الترهيب

اعتقد «الديهي»، أن روسيا لن تقوم بأي غزو، لكنها تحاول تطبيق سياسة الترهيب، مُشيرًا إلى أن التدريبات التي تقوم بها روسيا تخضع لها في نفس التوقيت من كل عام، إلا أن تصريحات البيت الأبيض أثارت حالة من الجدل بشأن قيام روسيا بوضع خطة لغزو أوكراينا، رغم نفي الأخيرة ذلك.

أرجح «الديهي»، أن السبب وراء ذلك هو أن روسيا لديها استراتيجية مختلفة، حيث تمارس سياسة مختلفة وهو عدم دخولها أي مفاوضات قبل الغزو. مؤكدًا أن ما نراه الآن هو عكس ذلك تمامًا وهو قبول روسيا الدخول في مفاوضات ما يعني عدم نيتها لغزو أوكرانيا.

أكد «الديهي»، أنه حتى تلك اللحظة لا زال الوقت مبكرًا على القول أن الحرب ستكون غدًا كما يروج لها في الغرب، اتفق تمامًا أنه في حالة قيام حرب ستصبح حرب عالمية ثالثة سرشة في تلك المنطقة.

إقرأ أيضًا: هل تتأثر الأسواق العالمية بالأزمة الروسية الأوكرانية؟.. خبراء يوضحون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى