كتبت: تقى أيمن
يواجه كل إنسان عقبات ومشكلات عديدة في حياته اليومية أثناء التعامل مع الآخرين، والتي تجعله مقيدًا بالتفكير بها طوال الوقت، وقد يتعرض بصددها للقلق والأحباط والاكتئاب في بعض الأحيان، ومن بين أفضل الطرق التي تصفى ذهنه دائماً وتجعله يشعر بالسلام الداخلي هو ممارسته للتأمل.
ممارسة التأمل
يعتبر التأمل من الممارسات القديمة التي مر عليها آلاف السنين، وكانت تهدف حينها بتعميق فهم قوى الحياة المقدسة والخفية، ولكن في ذلك الزمان يمارس التأمل للاسترخاء وتقليل التوتر والشعور بالسلام الداخلي، لا سيما أن له أهمية كبيرة في حياتنا اليومية للقيام بالمهام والنشاطات بطريقة سليمة، والبعد عن الاضطراب النفسي والقلق والتوتر.
ومؤخرًا، أكدت إحدى الدراسات النفسية، أن ممارسة تمارين التأمل يومياً لمدة عشر دقائق تحد من مشاعر القلق والتوتر، وتمنع الأفكار التي تأتي على عقل الفرد عند تركيزه على إنجاز مهام معينة، بالإضافة إلى تقوية الذاكرة وزيادة القدرة على التركيز لفترات طويلة.
فوائد ممارسة التأمل
تقليل حجم الخلايا في الدماغ
توجد لوزة دماغية في جزء من المخ مسؤوله عن التوتر والقلق والخوف، ومن خلال ممارسة التأمل، يمكن تقليل الخلايا في هذا الجزء من المخ مما تنخفض مستويات التوتر وسرعة الشعور بالقلق.
إبطاء شيخوخة المخ
عند اتباع نظاماً غذائياً صحياً وممارسة تمارين رياضية بانتظام بجانب التأمل، يمكن لعقل الإنسان أن يعيش شباباً دائماً، فقد أثبتت دراسة من جامعة كاليفورنيا الأميركية أن الأشخاص الذين مارسوا التأمل لمدة 20 عاماً لديهم أمخاخ في حال أفضل بكثير من غيرهم ممن لم يمارسوا التأمل.
التحكم الذاتي في المخ
كما يعزز التأمل مناطق التحكم الذاتي في مخ الإنسان، والتي تجعله بسهوله يتخلص من العادات السيئة، حيث أظهرت نتائج دراسة جامعة كاليفورنيا أن التأمل يكون أكثر فعالية من العلاجات التقليدية في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، وينطبق الأمر على خفض تناول السكر والقهوة وأي أنواع إدمان أخرى.
زيادة التركيز وتحسين الذاكرة
يتمتع الشخص الذي يمارس التأمل بالصفاء الذهني و الوضوح العقلي بعد أول مرة مباشرة، إلا أن زيادة التركيز وتحسين الذاكرة يستلزم ممارسة التأمل لعدة أسابيع، فقد شارك بالفعل أشخاص في إحدى الدراسات العلمية التي أجرتها جامعة كاليفورنيا وحصل بعضهم على نتائج أفضل بنسبة 16% في الاختبارات بعد أسابيع من ممارسة التأمل.
تحسين صحة الدماغ
ووفقًا لمراجعة استهدفت 12 دراسة علمية، أكدت أن التأمل يحمي الدماغ من الخرف مع الكبر والزهايمر، كما يعمل على زيادة اليقظة وتعزيز الذاكرة.
كيف نمارس التأمل؟
يوجد الكثير من الطرق لممارسة التأمل، أهمها قيام الإنسان بالتركيز على اللحظة الحالية أثناء جلوسه وعدم التفكير بالماضي والمستقبل، ويعتبر أفضل وقت للمارسة صباحاً عند الاستيقاظ ومساء قبل النوم لمدة 10 دقائق قابلة للزيادة يومياً، وفيما يلي سنذكر بعض التمارين العملية التي تمكن الفرد من ممارسة التأمل.
- الجلوس في وضعية مستقيمة وقيام الفرد بإخذ شهيق وزفير من الأنف، ويكون من أسفل المعدة مع نفخها قليل عند كل نفس.
- جعل كل أعضاء الجسم في وضع استرخاء.
- ثم يسرح الإنسان ويتخيل نفسه في مكان يحبه.
- التركيز على نقطة توازن الجسم ووعدم الانشغال بشيء أخر.
- غلق العينان فيزيد ذلك من التركيز والاسترخاء
نرشح لك: شبح «الطاقة السلبية» يتوغل في أجساد البعض.. واستشاري طب نفسي يوضح طرق التخلص منها
