صحة

أخصائي نفسي يوضح دوافع الانتحار وتقدم حلول لمعالجته

كتبت: أمل سعداوي

“أنا أسفة.. سامحيني يا أمي”.. كلمات تركها معظم من أقبل على الانتحار، قد يراها البعض مجرد كلمات قالها قبل أن ينهي حياته، ولكنها تحمل في طياتها معاناة كبيرة مرة بها من ضغوط نفسية وغيرها، فقد أدارت الحياة ظهرها لهم وأغلقت الأبواب في وجههم، ليتسلل اليأس لهم، ويصبح الانتحار هو الحل الأنسب لإنهاء تلك المعاناة بالنسبة لهم.

فتلك الكلمات الأخيرة التي تركوها على ورقة،  ستظل الذكرى الأخيرة منهم لذويهم وأصدقائهم و ستظل عالقة في أمهاتهم لفترات طويلة.

موقع «عالم البيزنس» يرصد في هذا التقرير بعض الحالات الذين أقبلوا على الانتحار بسبب الضغوط النفسية.

“أنا آسفة يا أمي.. هلخبطلك اليوم.. يا رب تعيشي سعيدة مع أختي”.. كانت تلك الرسالة الأخيرة التي تركتها طالبة معهد الخدمة الاجتماعية «دنيا» 19 عامًا، قبل انتحارها في أكتوبر الماضي، قفزًا من الطابق الخامس بعقار سكني في حي الدقي بالجيزة، بسبب سوء حالتها النفسية.

و تركت رسالة لشقيقتها عبر تطبيق التواصل الاجتماعي«الوتساب»، قالت فيها: “ذاكري كويس.. نفسي تكوني أحسن حد في الدنيا”.

“زهقت من الدنيا”.. رسالة آخر كتبها الطالب المنتحر “باسم.أ” بالفرقة الخامسة بكلية طب الأسنان بالجامعة البريطانية، تركها بجانب سيارته التي وقف بها أسفل منزله بالشروق، ثم انتحر مستخدمًا غاز الهيليوم وكيس بلاستيك غطى به وجهه، لينهي حياته بعد مَروره بحالة نفسية سيئة عقب ابتعاد حبيبته عنه.

وصايا مؤثرة

وأقبل الشاب إبراهيم شريف المقيم في قرية كريم ورزوق التابعة لمركز فارسكور بدمياط، على الانتحار عبر إلقاء نفسه في مياه النيل من أعلى كوبري فارسكور العلوي، بعدما ترك 4 رسائل مؤثرة ممزوجة بين مشاعر اليأس والإحباط لم تكن مجرد وصية، بل كانت تعبير عن ما بداخله، وعن السبب الذي جعله يقبل على الانتحار، لتعيش أسرته في تأنيب ضمير لا ينتهي. فكانت كفيلة بأن تزرع الحزن في قلوب كل من يقراها وليست أسرته فقط، حيث قال فيها:”الحمد لله جه اليوم اللي هموت فيه، بس للأسف هموت منتحر، والسبب هو أبويا بلا فخر…حبيت أقول 4 رسائل قبل ما أموت.. أول رسالة للأبهات اللي هو أوعى تنيم ابنك في يوم زعلان، وأنا الحمد لله مفيش يوم نمته وأنا مش زعلان.”.
كما تابع:”تاني رسالة للناس اللي متجوزين كلهم اوعوا تحسسوا ولادكم أنهم ملهمش حد، وأنا الحمد لله مليش حد غير ربنا.. تالت رسالة لعمي إبراهيم ثم عمي رضا ثم بقيت أعمامي خلوا بالكم من أمي وأخواتي”.

أختتم إبراهيم رسالته بـ:”رابع رسالة، لحبيبتي أسف أني مكنتش قد وعودي معاكي، أنا لو لفيت الدنيا مش هجيب زيك.. وأدعوا لبابا ربنا يهديه هو السبب في موتي”.

وداع مؤلم

«ميار» 23 عامًا طالبة بكلية طب أسنان، التي عرفت إعلاميًا بفتاة «سيتي ستارز» التي أقبلت على الانتحار من الطابق السادس بالمول بسبب منع والداها لها من الخروج مع صديقاتها ما جعلها تمر بأزمة نفسية حادة، تنتهي بالانتحار.

وغيرهم من الأشخاص الذين أقبلوا على الانتحار لأسباب وظروف مختلفة.

دوافع الإنتحار

قالت الدكتورة آلاء الهندي، أخصائي نفسي، إن ظاهرة الانتحار أصبحت منتشرة كثيرًا في الآونة الأخيرة، حيث يمر الشخص المقبل عليه بعدة أزمات وعوامل متفاعلة تدفعه لليأس من إيجاد حل ولذلك يقدم على تلك الخطوة.

أشارت «الهندي»، في تصريحاتها لـ «عالم البيزنس»، إلى وجود عدة عوامل تدفع الشخص للقيام بذلك وتنقسم لعوامل شخصية ومجتمعية.

العوامل الشخصية تتمثل في:

-ضعف الذات
-غياب الوعي
-حالة يأس
-الاكتئاب
-العجز
-عدم القدرة في السيطرة على الحزن

أما العوامل المجتمعية تتمثل في:

-الأزمات الاقتصادية
-التفكك الأسري
-الوحدة
-الاغتراب
-عدم وجود هدف في الحياة
-فقدان الشغف
-التعرض للتنمر
– الفراغ

أكدت أخصائي النفسي، أن الشخص المقبل على الانتحار لا يصل للاستسلام من مرة واحدة، وإنما يبدأ دائمًا بأشياء بسيطة لا يلتفت إليها البعض ومع التراكمات والضغوط يجد في الانتحار حل لإنهاء معاناته.

وأيضًا مع غياب دور الأهل والأصدقاء المحيطين به لا يجد الشخص المقبل على الانتحار سبب لإكمال حياته ولا يجد راحة حتى في الانعزال.

الحلول المناسبة

وعن الحلول، أشارت «الهندي»، إلى وجود عددة عوامل يجب مراعاتها عند التعامل مع الشخص المقبل على الانتحار وهي كالتالي:

1- يجب الاستماع والاهتمام بالشخص المقبل على الانتحار وتقدير معاناته وعدم التقليل من ما يشعر به والمشاركة معه في التفكير في حلول لمشاكله.

2- عدم توجيه اللوم أو النقد وعدم الهجوم عليه وعلى أفكاره الإنتحارية.

3-كسب ثقته ومحاولة إثبات أننا نتفهمه ونعلم ما يشعر به.

4- تذكيره ببعض الشخصيات التي فشلت وأصرت حتى تبدأ من جديد.

5- التأكيد على الجانب الديني وأن الله قادر على إنقاذه دائما من هذه الضغوط وأننا لم نخلق أنفسنا، فبالتالي لا نستطيع إيقاف حياتنا وقتما نشاء.

نرشح لك: أخصائية نفسية تُحذر من «ألعاب الموت» وتُشخص تفكير لاعبيها بـ«السلوك الانتحاري»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى